القيامه المزعومه...أتساءل بعد قرءاة هذا هل هي قيامة التي يدعوها ! أم قيامة من المرحاض!!!!

.الكاتب يريد ان يقول ان داود تنبئ بقيامة المسيا المنتظر من الموت ، على اساس انه (داود
)من جانب قد مات وراى فسادا اى تحلل ،ومن جانب اخر توقع انه لن يرى فسادا....

هناك مشكلات مع ذلك الطرح....


المشكلة الاولى: لا توجد أية إشارة إلى شخص المسيح أو قتله أو قيامته من الموت أو اليوم الثالث في هذا المزمور.
المشكله الثانيه : بطرس استشهد بكلمة من المزمور 16 لتؤيد زعمه في قيامة المسيح وهي "فساد"، ليثبت أن جثة المسيح لم تفسد أي لم تتحلل . إن كلمة "فساد" أصلها العبري "שָֽׁחַת" تنطق "شاتشاث" تعنى طبقا لقاموس الكتاب المقدس NASB Lexicon

(shachath)
a pit (especially as a trap); figuratively, destruction -- corruption, destruction, ditch, grave, pit.

١-حفرة (خاصة فخ). ٢-معنى مجازي"تدمير - فساد، دمار"، خندق، قبر، .

مصدر الكلمه هو shuach ، ويقول القاموس انها اخت الكلمة العربيه "ساخ" تعريفها فى (معجم اللغة العربية المعاصرة) ساخَتِ رجلُه في الأرض: غاصَت فيها، ساختِ بهم الأرضُ: انخسفت .
بعض امثله للكلمه :
ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ 7:15 حَفَرَ بِئْراً, فسقط في الهوة (shachath ) التي صنع.
المزامير: 30:8 اليك يا رب اصرخ والى السيد اتضرع. 9 ما الفائدة من دمي اذا نزلت الى القبر(shachath).هل يحمدك التراب.هل يخبر بحقك.
سفر الأمثال : 26 :27 من يحفر حفرة (shachath). يسقط فيها ومن يدحرج حجرا يرجع عليه.
المزامير 49:9 الاخ لن يفدي الانسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه. 8 وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت الى الدهر. 9 حتى يحيا الى الابد فلا يرى القبر(shachath).
المزامير 89:48 اي انسان يحيا ولا يرى الموت اي ينجي نفسه من يد الهاوية(shachath)؟ .سلاه


القبرة،حفره وهاويه ساخ فيها الانسان ،ومجازا يمكن تسميته الدمار والفساد ... لاتوجد مشكلة فى ذلك ،ولكن السؤال ماذا كان مقصد كاتب المزمور؟ نقرا النص مره اخرى من ترجمة عربية اخرى الحياة (ملحوظه ليس عندى مشكله مع الترجمه السابقة باى شكل)

المزامير ١٠ أُبَارِكُ الرَّبَّ نَاصِحِي، وَفِي اللَّيْلِ أَيْضاً يُرْشِدُنِي ضَمِيرِي. جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي دَائِماً فَإِنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ. 9 لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي حَتَّى إِنَّ جَسَدِي سَيَرْقُدُ عَلَى رَجَاءٍ، 10 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي هُوَّةِ الأَمْوَاتِ وَلَنْ تَدَعَ وَحِيدَكَ الْقُدُّوسَ يَنَالُ مِنْهُ الْفَسَادُ.

ببساطه الكاتب مبتهج ,واثق بان الله سيحفظه من الاخطار،وسيحميه روحا وجسدا ..
روحا،فلن يدع روحه للذهاب للهاوية (شاؤل عالم ارواح الموتى)..
وجسدا ،فلن يدع جسده يذهب لهوة الموتى (شاتشاث حفرة القبر )
اى ببساطه لن يدعه يموت وقتها ،وسيستمتع بحياته ،لكن لماذا يشكره على ذلك؟
مزمور ٥٥ وعلى لسان نفس الكاتب،يعطى الاجابه ويحسم المساله:
المزامير ٥٥:٢٢ الق على الرب همك وهو يعتنى بك:انه لايدع الصديق يتزعزع الى الابد. ٢٣ وانت ياالله تطرح الاشرار الى هوة الهلاك ،وتقصر اعمار سافكى الدماء والغشاشين.اما انا فاتكل عليك.

الان وضح المقصد ..،الكاتب يعتبر العمر القصير يلائم الاشرار سفاكين الدماء،اما هو الرب الرب راضى عنه وسيطيل عمره و يحفظه جسدا ونفسا....
اذن كاتب بطرس ، سرح بخياله بعيدا ، لمعنى لم يقصده واضع النص..
المشكلة الثالثة : 
بطرس قال :30 لأَنَّ دَاوُدَ كَانَ نَبِيًّا، وَعَارِفاً أَنَّ اللهَ أَقْسَمَ لَهُ يَمِيناً بِأَنْ يَجِيءَ الْمَسِيحُ مِنْ نَسْلِهِ وَيَجْلِسَ عَلَى عَرْشِهِ، 31 فَقَدْ تَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ كَمَا رَآهَا مُسْبَقاً، فَقَالَ إِنَّ نَفْسَهُ لَمْ تُتْرَكْ فِي هُوَّةِ الأَمْوَاتِ، وَلَمْ يَنَلْ مِنْ جَسَدِهِ الْفَسَادُ.
بعباره اخرى ،الله اقسم يمينا لداود بان المسيح سيجلس على عرش داود بعد قيامته من الموتى !!
وتلك سقطة اخرى لبطرس... لانه لا يوجد اى نص فى العهد القديم،يذكر ان الله اقسم يمينا لداود بان المسيح سيجلس على عرش داود بعد قيامته من الموتى !!
هل احد عنده نص عن ذلك القسم؟ ياريت يشاركنا بيه؟!!


المشكلة الرابعه: 
وهى تناقض من تناقضات العهد الجديد


كاتب اعمال الرسل يقول على لسان بولس :اصحاح 13
لان الساكنين في اورشليم ورؤساءهم لم يعرفوا هذا. واقوال الانبياء التي تقرا كل سبت تمموها، اذ حكموا عليه. 28 ومع انهم لم يجدوا علة واحدة للموت طلبوا من بيلاطس ان يقتل. 29 ولما تمموا كل ما كتب عنه، انزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر. 30 ولكن الله اقامه من الاموات.

اى ان جميع النبؤات عن يسوع اكتمل تحقيقها كلها قبل دفن يسوع.. وبما ان القيامه المزعومه،حدثت بعد دفن يسوع ..اذن كيف يمكن قول انها لها نبؤة؟! التناقض واضح جلى..


قيامة المسيح
العقيدة، المحرك الدافع لظهورها وانتشارها،
علاقة مصادرها باقتباسات العهد القديم وموقف المؤرخين منها...




المحرك الدافع لظهورها

فحص معتقد قيامة المسيح ،قد يختلف الى حد كبير عن طريقة فحص معتقد الصلب ، وقد يكون بنفس الطريقة ،وهذا يحدده الطريقة التى نفهم بها النصوص ... اولا يجمع الباحثون ان الصلب، باستثناء تفاصيله الكتابية المقتبسة والملفقة المذكورة سابقا لاتوجد موانع كبيرة من قبوله كحدث تاريخى ،

هناك طبعا ، نظرية تقترح بان رواية الصلب جميعها كاذبة،وان فكرتها مبنية على فكرة اشعياء ٥٣ودانيال ٩-٢٦( نستعرض لها لاحقا) ،اى ان من قرا اشعياء فهم ان الكلام عن المسيح ،فالف قصة اسطورية عن موت المسيح ، اى ان ميلاد يسوع وصلبه اسطورتان كليا ، طبعا تلك الفكرة لا يقبلها اغلب العلماء ،لاسباب :

١- ادلة كون يسوع شخص عاش وليس اسطوره، نعم نادرة،ومثيرة للجدل، لكن عموما ممكن قبولها بالنسبة لهم ...

٢- لا احد يخترع موت بتلك الطريقة المخجله للمسيا المنتظر،بل الاحرى ،يبحث عن مايبرر موته بتلك الطريقه بالرغم من كونه المسيا المنتظر ... ولذلك ستجدد مرارا ،الماح الكتبة بان موت المسيح تم التنبئ به،لكن اليهود لم يفهموا الكتاب حتى ،بدا المسيح يفتح اعينهم عليه .٣- يضاف لذلك لايوجد دليل قاطع بان فكرة تالم ومقتل المسيا ابن داود ،سبقت المسيحيون الاوائل ..بل الادلة تشير الى مفهوم للمسيح مغاير تماما... .. و هناك نص يدعم ذلك الكلام


(رسالة بولس كورنثوس 1: 18) فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ، ٢٢ لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً، 

٢٣ وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً !

فكرة مسيح مصلوب هى عثرة فى سبيل اقناع اليهود واقناع انفسهم ايضا، فلا يعقل ان المسيحيون الاوائل اختراعوا ووضعوا تلك العثرة امامهم ،بل بالاحرى حاولوا اقناعهم ان ماحدث امر له شرعية كتابية،تم التنبؤ به،ولا يناقض فكرة المسيح كملك منتصر ...

و ذلك كان اول ضلع فى استراتيجية الاقناع ،تلاها خطوة منطقية ،وهى فكرة القيامة ... 

لاسباب : ١- انه حتى لو اقنعوا مستمعيهم بان الموت بتلك الطريقة ،كان عمل فدائي بطولى قدره الرب فى عهده القديم،ولايمنع من كون صاحبه المسيا المنتظر ،تظل الحاجة الحتمية ،الى اضافات اخرى لاكمال تلك الرؤيا الجديدة، فقد يبتلع المستمع فكرة موت المسيح الكفارى،لكن ماذا عن بقية وظائفة المتنبئ بها فى العهد القديم؟ منطقيا الموت (حتى لو بطولى )لايعقل قبوله كنهاية المطاف بالمسيح ، ومن هنا جائت فكرة القيامة و النزول الثانى ، ومن المنطقى فكرة المجئ الثانى تستلزم حتما قيامة من الموت، ومن المنطقى ايضا ان تكون تلك القيامة فورية،فلن يرقد المسيح جثة هامدة حتى يبعث من الموت بعدها بعقود،ويجئ مرة اخرى لتحقيق باقى النبؤات ،لماذا؟

لان مجيئه الثانى لن يكون من الارض الى الارض ،لكن ،هو نزول من السماء الى الارض، فهو قام وصعد لمكانه السماوى،الذى سيجئ منه مره اخرى ، و فهموا عبارة ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ على انها تتكلم عن يسوع.....ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ 7:13 وَإِذَا بِمِثْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ مُقْبِلاً عَلَى سَحَابٍ حَتَّى بَلَغَ الأَزَلِيَّ فَقَرَّبُوهُ مِنْهُ. 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض.

عرض ذلك الفهم كتبة العهد الجديد منهم : 

متى 24:30 ) 30 وَعِنْدَئِذٍ تَظْهَرُ آيَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّهَا، وَيَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ.

ايضا كاتب يوحنا ٥-25 الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ السَّاعَةَ الَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ سَتَأْتِي بَلْ هِيَ الآنَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ يَحْيَوْنَ. 26 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ لِلآبِ حَيَاةً فِي ذَاتِهِ، فَقَدْ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، 27 وَأَعْطَاهُ سُلْطَةً أَنْ يَدِينَ، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ.

ﻳﻮﺣﻨﺎ 6:62)62 فَمَاذَا لَوْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِداً إِلَى حَيْثُ كَانَ قَبْلاً؟

يضاف عامل كتابى اخر،ليس باعث للفكرة ذاتها اجمالا،ولكن ساهم فى وضع بعض تفاصيل القصة ، ك (سفر هوشع ٦: ٢) يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه و ايضا (سفر يونان ١:١٧) فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال

هذا من جانب ،ومن جانب اخر يضاف للنقاش ، هناك تفسير اخر لنشاة فكرة العقيدة ، وهو انها لها خلفية صادقة جزئيا ، وهى تجارب الرؤى ليسوع على لسان بعض تلامذته ،والمذكورة فى اقدم الروايات ،او بمعنى اخر،رؤية شخص بعد موته لا تعنى بالضرورة انه بعث من الموت..

يدعم ذلك التفسير برفوسور بارت ايرمان ، فى كتابه "كيف اصبح المسيح اله؟"

اقتباس:

لا يجد مشكلة فى ان العقيدة بنيت على رؤى لبعض تلامذة يسوع له بعد موته،لكن قبل تفصيل ذلك،يقوم باستبعاد فكرة ان بداية العقيدة مبنيةعلى فكرة اكتشاف القبر الذى وجد فيه يسوع كان خاليا بعد دفنه بثلاث ايام لاسباب :١- اقدم الروايات لا تذكر ان سبب ايمان بعض التلامذه بقيامة يسوع هو اكتشافهم قبر خالى من الجثه ،بل رؤيتهم له فقط.. ٢- هل اذا دفن شخص ما في مقبرة وبعد ذلك لم يجدوا الجسم هناك، يكفى ان تجعل أي شخص يشتبه أن الله قد رفع الشخص من الأموات؟الاجابة لا..
السؤال هل رؤية شخص بعد موته (ممن احبوه بشده ولم يتخيلوا فراقه بتلك السرعة)، تعنى بالضرورة انه بعث من الموت؟ الاجابة لا
ثم يتسائل عن جزئية فى الروايات المتاخرة للقيامة،وهى شك بعض التلامذة فى القيامة بالرغم من رؤيتهم ليسوع ؟ فى متى ٢٨ ولما راوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا !..وفى لوقا ٢٤ وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسلز فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن . حتى طلبوا من يسوع نفسه اثبات انه ليس شبح،والمدهش ،وطبقا لاعمال الرسل الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة، بعد ما تالم، وهو يظهر لهم اربعين يوما... براهين كثيرة فى الاربعين يوما ليثبت لهم انه قام !!ماذا الذى يمكن استنتاجه من ذلك؟ وهذا التكرار فى الروايات على شك بعض التلامذة فى قيامة يسوع؟ اقتراحي هو أن بعض التلامذة ( غالبا بطرس،بولس،مريم المجدلية) كانت لديهم رؤى ليسوع بعد وفاته.
وأخبروا الآخرين عنها ولكن بعض التلاميذ الأصليين لم يصدقوا ذلك وهذا ما يفسر السبب لوجود مثل تلك الروايات عن شك قوي للقيامة في الأناجيل، ولماذا هناك مثل هذا التركيز (في لوقا،ويوحنا، واعمال الرسل) على حقيقة أن يسوع كان عليه "إثبات" أنه قام من الموت، حتى عندما زعموا انه وقف أمام التلاميذ .......لم يشك هؤلاء صاحبوا الروئ فيما راو ولكن الآخرين فعلوا، ومع مرور الوقت ، اضافوا جزئيات وتنميق لروايتهم ،وقيل ان جميع التلاميذ رأوا يسوع، جنبا إلى جنب مع أشخاص آخرين ..
ينتقل الكاتب بعدها للكلام عن الرؤى من منظور أوسع،فيقول هناك اطنان من البشر قديما وحديثا،خاصة هؤلاء الذين احبوا بشدة اشخاص رحلوا عن عالمنا ،راو رؤي سواء منامية او احلام يقظة سمعية بصرية لهؤلاء الراحلين وكثيرا مانسمع عن كلمة " حبيبى لم يمت فانا اراه فى كل مكان" ،ولا تشترط تلك الرؤى ان يكون صاحبوها من ذوى الامراض العقلية.
واثبت البحث العلمى الحديث ان تلك الرؤى تزداد بشكل خاص ،عند هؤلاء المفجوعون،او مصابى الرهاب والتوقع الدينى ...ملحوظة : (فاكرين كلمة اللى خايف من العفريت يطلع له؟ ،ممكن نقول ايضا اللى حابب الملاك يطلع له) ....ويلخص "ديل أليسون" البحث حول (الرؤى بعد الفجيعة)، وهذه عادة ما تنطوي على شعور بأن الشخص المفقود لا يزال موجودا، حتى في نفس الغرفة التى عاش فيها ، وهذه الرؤى أكثر شيوعا عندما يكون لدى الشخص شعور بالذنب على بعض جوانب علاقته مع من مات (تذكر: كان التلاميذ جميعا فى حالة خيانة، إنكار، أو هرب من يسوع خلال ساعة عندما كان فى ضيق),وهناك مجموعة مدهشة بشكل خاص من نتائج يستخلصها بحث حديث ل "بيل و جودي غوغنهايم"، عنوانه "اتصالات بعد الموت"خلال البحث أجريت مقابلات مع مائة ثلاث وثلاثون شخص زعموا أنهم تواصلوا مع أحد أفراد أسرتهم الذي رحل عن عالمنا ،ويظهر هذا البحث أن هذه الرؤى حدثت لبعضهم نائما واخرين وهم مستيقظون وعلاوة على ذلك، حتى عندما يكون الناس لديهم رؤي في حلم، فإنها دائما تقريبا يأخذونها على انها ليست أنهم "كانوا ببساطة يحلمون"، ولكن الشخص الذي شاهدوه حقا نجا من الموت لا يزال على قيد الحياة ويتواصل معهم !!! واثبتت الدراسة ان تلك الرؤى تحدث غالبا مباشرة بعد موت الشخص العزيز،واحيانا تحدث بعد عام او ثلاثه او عشرة اعوام او اكثر بعد الوفاة,وتزداد تلك الرؤى كلما ازداد الارهاق الجسدى والنفسي للشخص المفجوع..
وبالرغم من محاولات اقناع هؤلاء الناس بان مايروه ليس واقعيا،يصروا اصرارا عجيبا على يقينهم بان تلك الرؤى واقعيه... يمكن تطبيق نتائج تلك الابحاث لفهم بدايات المسيحية ،فالمعلم المحبوب من كثير من التلاميذ , والذي قد تخلوا عن كل شيء من اجله ولمن كرسوا له حياتهم،قد أخذ من يديهم فجأة وبوحشية وتم اذلاله على العلن وتعذيبه، وصلبه ، وهكذا كان للتلاميذ الكثير من الأسباب للشعور بالذنب والعار حول كيف افشلوا يسوع خلال حياته وفي اهم وقت يحتاج إليهم فيه على حد سواء....... لكن بعد ذلك بوقت قصير ،اعتقد بعضهم برؤيته بعد وفاته وكانوا يشعرون بالارتياح العميق لوجوده وشعروا بانه سامحهم ولم يكن من المتوقع لديهم هذه التجارب، التي جاءت عليها فجأة والتي جعلتهم يعتقدون أن المعلم الحبيب لا يزال على قيد الحياة ... ثم يتناول المؤلف قضية الظهورات المريمية ،والرؤى الجماعية لمئات الافراد للعذراء ،وتاكيدهم ان ماراوه حقيقه، وايضا عرض شهادات من الماضى والحاضر لاناس ادعوا انهم راوا المسيح وكلمهم وكلموه ...الخ ودلل على امكانية اعتقاد جماعه من البشر برؤيا جماعيه،وليس فقط رؤيا فردية

نستخلص من عرض الكاتب الاتى :

ان مفهوم الصلب والقيامة شبة متطابقين فى التناول، ليسا مبنيان كليا على اكاذيب من الالف الى الياء،،لكن الصلب مبنى على حقيقة تاريخية والقيامة على رؤى (اعتقد بواقعيتها بعض التلا مذة الملكومين( ... اذن كلا العقيدتين مبنى على نواه صادقة ....ثم اضيف تفاصيل سردية للاثنان مع مرور السنين ...... وهنا بالضبط حيث يتفق جميع النقاد ,سواء من مدرسة يسوع التاريخى او مدرسة يسوع الاسطورى .... فمدرسة يسوع الاسطورى تعترض فقط على ان نواة الصلب والقيامة لها اى اصل تاريخى، لكن تتفق مع الاخرى بان باقى تفاصيل القصة ،تم بشكل اقتباسي وبشكل تراكمى........ 

الان نستعرض مصادر وكيفية تلك العملية التراكمية :

اقدم معلومة عن الصلب ،على لسان بولس تشير الى ان الفكرة موجوده ،قبل رسائل بولس ، فيكتب بولس :ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ﺍﻻﻭﻝ 15 فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب.

،وليس بها تفاصيل سردية ،ثم جاء مرقس واضاف تفاصيل سردية مستعينا بالعهد القديم ،بعدها اخذ لوقا رواية مرقس للصلب وعدلها،لكى تظهر يسوع فى حالة ليست يائسة،وحذف عبارات اليئس واستخدم بدلا منها عبارات اطمئنان،واستعان بنفس مصدر مرقس (العهد القديم) ،فاقتبس "فى يدك استودع روحى "(مزمور ٥:٣١) بدلا من "الهى لماذا تركتنى" (مزمور ١:٢٢)


اقدم معلومة عن القيامة ،على لسان بولس تشير ايضا الى ان الفكرة موجوده ،قبل رسائل بولس ، فيكتب بولس : 

4 وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. 5 وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. 6 وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان ولكن بعضهم قد رقدوا. 7 وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. 8 واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا. 8 وَآخِرَ الْجَمِيعِ، ظَهَرَ لِي أَنَا أَيْضاً، وَكَأَنِّي طِفْلٌ وُلِدَ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ! 

حتى وان كانت ،تلك التفاصيل البسيطه من اختراع بولس نفسه،وحتى وان كان كاذبا فى ادعائه انه يهودى مرتد اضطهد المسيحين قبل تحوله ( وهذا تكتيك تبشيرى باطنى معروف يستخدمه بعض اتباع الديانات،فيتظاهرون عند التبشير بديانه ما، انهم متحولون لها بعد اضطهاد اتباعها،ليستثيروا عجب وتعاطف مستمعيهم ) تبقى صعوبه فى اعتبار العقيدة غير سابقه لكلام بولس المكتوب ... بل هى اقدم من رسائل بولس ....

اول من روج للفكرة ،واين؟ لا نعلم ... لكنها فكرة قديمه تسبق بولس وباقى كتبة العهد الجديد..

هم لم يكونوا مخترعيها،لكنهم روجوا لها .... وسنلاحظ ان الفكرة مرت بمراحل تطور...،نجد فى الروايات الاولى لبولس ليس بها تفاصيل سردية (قبر وعملية القيامه وخلافه)، وان الايمان بقيامة المسيح لم تكن مبنية على وجود قبر فارغ الخ ... لكن فقط تشير إلى أن السبب الذى حث التلاميذ على الاعتقاد في القيامة أن يسوع ظهر لهم ،الشيء نفسه ينطبق على بولس نفسه: كان يعتقد بالقيامة بسبب رؤيا،ليس لأنه رأى قبر فارغ الخ ....

كلام بولس السابق يخلو من اسلوب سردى للروايه ،فلا ذكر لقصة المقبرة ،وتفاصيلها الخ ..والتى اضافها كتبة الاناجيل بعدها بسنوات...

لاحظ الفروق من ويكيبيديا مقال البعث:

اقتباس:

فنجد اقدم الروايات السردية للقيامة تبدأ مع انجيل مرقس، رواية قصيرة انتهت عند خروج النساء من القبر لان الرعدة والحيرة اخذتاهن. ولم يقلن لاحد شيئا لانهن كن خائفات.أقدم المخطوطات من هذا الإنجيل تنتهي في مرقس 16: 8، . وهكذا، لم يتضمن مرقس أصلا أي ظهور بعد القيامة،لكن يمكن إفتراض ان الكاتب يعلم رواية بولس عن الظهور لبطرس والتلامذة من عبارته «لا تندهشن! انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. 7 لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم..... ثم جاء لوقا ومتى واضافوا زيادات على القصة من مصدر اخر . وبما ان انجيل متى ولوقا استخدما مرقس كاحد مصادرهم ،لهذا ستجد اختلاف كبير بين رواية الاثنين بعد نهاية مرقس ١٦:٨(لاعتمادهم على مصادر اخرى)، فينتهى مرقس مع اكتشاف القبر الفارغ ،ومتى لديه ظهورين ما بعد القيامة،الأول من مريم المجدلية و "مريم الأخرى" عند القبر، والثاني، مبنى على أساس عبارة مرقس ١٦: ٧، لجميع التلاميذ على جبل في الجليل، حيث يسوع يدعي السلطة على السماء والأرض ويحث التلاميذ بالتبشير بالإنجيل إلى العالم كله. لوقا لا يذكر أي من المظاهر التي ذكرها متى ...و يتناقض بوضوح مع كاتب متى ، بخصوص كيفية الظهور عند القبر (لوقا ٢٤: ٢٤)، ويستبدل الجليل بالقدس كموقع واحد فقط. ايضا في لوقا، يظهر يسوع إلى كليوباس وتلميذ لم يذكر اسمه على الطريق إلى عمواس، ولبطرس، وإلى التلاميذ الأحد عشر الباقين في لقاء مع الآخرين. وتصل المظاهر إلى ذروتها مع صعود يسوع قبالة التلاميذ المجتمعين على جبل خارج القدس. بالإضافة إلى ذلك، تسجل أعمال الرسل ظهورا لبولس على الطريق إلى دمشق، وللشهيد ستيفن، ولبطرس الذي يسمع صوت يسوع. اما إنجيل يوحنا ، فيبدا بجعل ظهور يسوع في القبر الفارغ لمريم المجدلية (التي فشلت في التعرف عليه)، ثم إلى التلاميذ باستثناء توما، ثم إلى جميع التلاميذ بما في ذلك توما ، والانتهاء مع ظهور مطول في الجليل لبطرس وستة (وليس كل) من التلاميذ.،اما عن فقرة الظهور في الجليل، ويعتقد العلماء على نطاق واسع ،انها إضافة لاحقة إلى الإنجيل الأصلي.

سنلاحظ ،عدم استخدامهم نصوص مقتبسة من العهد القديم اثناء روايات القيامة (فعلوها بشكل مكثف اثناء روايات الصلب)،لماذا؟ لان القيامة ليست شئ محرج مشين،لكى يستميتوا لاعطائه معنى كتابى تنبوئي، انهم ليسوا فى حاجة لتبرير الحدث ،بل اقناع المستمعين انه حدث فعلا........ 

عرضنا المحرك الدافع لنشاة فكرة قيامة يسوع ،ووجهتى نظر مدرستى يسوع التاريخى والاسطورى...
الاولى قمت باقتباس كلام اهم علماؤها (بارت ارمان) والذى كغيره من العلماء الذين يبحثون فى جذور وخلفية الادعائات الميتافيزيقية،ومحاولة ردها ،لاصلها الطبيعى..احال اصل العقيدة ،لحدث فعلى سجلته اقدم المصادر(بولس) فى صورته الاولى(مجرد رؤيه او رؤى)،وتم تنميقه و اضافة تفاصيل له بمرور السنوات( فى كتابات الاناجيل)،،ودعم الكاتب كلامه ،بادلة و بابحاث علمية لعلماء نفس،تؤكد حدوث تلك الظاهرة مع افراد ملكومين ،بشكل يطابق وضع تلاميذ يسوع ....
مافعله الكاتب،شبيه بمافعله "باحثى الوجود العبرى فى مصر وخروجهم" ،فلم يرفضوا ببساطة فكرة المعجزات ،لكن ردوها لاصلها الطبيعى،فمثلا مايسمى بمعجزة انشقاق البحر،لم يقولوا ان الحدث اجمالا هو خرافة،لكن يوجد تفسير علمى له ،وهو المد والانحسار السريع للمياه فى تلك البحيرات الضحلة فى تلك المنطقة ،بسبب الرياح ... امر شائع ويمكن تفسيره طبيعيا ..بدون تكذيب اصل رواية اليهود من حيث المبدا...
كذلك الحال مع رؤى لاشخاص ماتوا ،لاننكر الرؤى لكن نفسرها علميا وليس ميتافيزقيا ،على طريقة بدائيي القرن الاول الميلادى...
الثانية.. مدرسة يسوع الاسطورى،يقولون ان بذرة العقيدة لا تحتاج لرؤى بل من جانب , وجود القصة ضرورة حتمية لاعطاء الرواية معنى (المسيح ابن الانسان لن يجئ على سحاب لاكمال مهمته بدون قيامة وصعود اولا) ومن جانب اخر ، قصص الالهة المبعوثة من الموت لجيران الكتبة ،واقتباساتهم المكشوفة للعهد القديم ،لا تدع الحاجة لوجود تلك الرؤى......

السؤال هنا: ماعلاقة هذا الكلام بموضوعنا عن اقتباسات العهد الجديد للقديم؟ حسنا ... اثبتنا سابقا بمالايدع مجال للشك ،استخدام كتبة العهد الجديد للعهد القديم بكثافة فى روايتهم للصلب... وقلنا ان رواياتهم لاحداث القيامة خلت من تلك الاقتباسات(واقترحنا السبب)، لكن هل معنى ذلك لا يوجد اى دليل من قريب وبعيد ،على استعانة كتبة العهد الجديد بافكار العهد القديم عند تاليفهم لقصصهم عن القيامة؟
لن تجد اثناء روايتهم للقيامة فى اى من تفاصيلها عبارة ، (وحدث كيت لكى يتم ماقيل فى النبى كيت وكيت).... فهل انقطع خاطرهم مع العهد القديم ،تماما اثناء روايتهم للقيامة؟
الاجابة لا .....
ومن هنا نبدا فى ضرب روايات القيامة السردية فى العمق... لنا مدخلان ...الاول مصدر القصة الكتابى (السرقة الادبية)....الثانى اثبات علاقتها بشهود العيان (التناقضات)
لكى نعرف مصدرها الكتابى (الهيكل العظمى الذى اضاف له الكتبة لحما وشحما بعد سرقته) ،الامر ليس سرا ،فكشف لنا الكتبة مصدر هيكل الرواية فيقول (إنجيل متى 12 ) 38 حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». 39 فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. 40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.

طبعا لم يقول انها نبؤة (لكى يتم ماقيل فى النبى الخ....)،لكنه عرضها بصيغة المقارنة.... يضاف لذلك النص نص اخر (سفر هوشع ٦: ٢) يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه....
لا يعنينا الان السؤال،هل تلك النصوص فهموها كقيامة قبل تاليفهم للقصة،وساهمت فى منشا العقيدة من الصفر ( راى مدرسة يسوع الاسطورى)، او فهموها كقيامة بعد الرؤى الوهمية (اذا افترضنا وجودها) ليسوع بعد موته ،وساهمت فى منشا الروايات السردية المتاخرة لكتبة الاناجيل (راى مدرسة يسوع التاريخى)، لكن ما يهمنا انها باتفاق الجميع ،فكرة مسروقة من العهد القديم وشكلت اساس الرواية السردية، فمن تلك الفكرة (يقوم بعد ثلاثة ايام وثلاثة ليالى) بدات جميع الروايات السردية للقيامة المزعومة ....
المدخل الثانى لضرب مصداقية الروايات السردية هو فحص تناقضاتها بموضوعية ،من حيث التناقضات ،لا يوجد موضع فى كتابات العهد الجديد،يوازى روايات القيامة من حيث التناقضات،التى يستحيل جعلها تتوافق باى حيلة كانت..
فى البدء ،وللامانة ...هناك بعض الاختلافات يمكننا،بقدر من سعة الصدر التسامح معها ... مثلا يقول مرقس 16 ولما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن. ويقول متى ٢٨ ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. 3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج
رجل ام ملاك؟ ممكن ان نفهم الكلام انه ملاك فى صورة رجل ...ليست مشكلة كبيرة لنتمسك بها...
لكن فى الروايات تناقضات من نوع اخر،فشل اللاهوت الدفاعى فشلا ذريعا فى حلها .... مشاركة قادمة ،و عرض محاولات اللاهوت الدفاعى الفاشلة لحلها...

 أضيف تناقض غريب عجيب يزيد من قضية قيامة يسوع تناقضا فوق تناقضاتها الكثيرة, تلاميذ المسيح لا يعرفون شيء عن قيامة المسيح من قبل ولم يفهموها ولايمتلكون أدنى فكرة عنها

6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، 9لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِهِمَا.
(يوحنا20)
وما يؤكد على ذلك أيضا خوفهم وجزعهم و شكهم بعد رؤيتهم للمسيح ,دليلا قويا على أنهم لم يكونوا يتوقعون ولا ينتظرون قيامته من الموت لا باليوم الثالث ولا باليوم العاشر حتى, المفارقة المضحكة هنا, ان هذا الذي أحيا الموتى ( وكان احدهم قد مات وانتن) وفتح اعين العميان ومشى على الماء, ورأوه رؤي العين مع موسى وإيليا على حد زعمهم, استكثروا عليه واستصعبوها ان يحيا نفسه وشكوا بذلك!!!

36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. 38فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ:«أَعِنْدَكُمْ ههُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءًا مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئًا مِنْ شَهْدِ عَسَل. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.
44وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ،

القصة والمشكلة تكمن هنا في متى27
62وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ.
اليهود كهنة وفريسيون قد علموا وفهموا ان المسيح زعم انه سوف يقوم من الموت في اليوم الثالث, بينما تلاميذه لم يفهموها ولم يعوها !!!

تناقضات قصة القيامة


تناقضات قصة القيامة، معضلة كبرى حاول الكثير من الكتبة المسيحيون ايجاد مخرج من ورطة التناقضات الواضحة فيها ، واتذكر انه فى فترة النصف الثانى من التسعينيات وبدايات الالفية الثانية اشتعل الجدال حولها على نحو لم يسبق له مثيل ...فظهرت مناظرات وتحديات من اللادينيون ،وردود من المسيحيين ... واتذكر انها كانت مناظرات شيقة وكانت متعه ذهنية كبيرة لى وقتها ، معظم مصادر تلك المعركة الفكرية،للاسف لم يعد متاحا على شبكة الانترنت،لان كثير من المواقع التى استضافته لم تعد موجودة لرحيل اصحابها اللادينيون عن عالمنا،او لحذف اعمال اللادينيون على يد الربوبيون من مواقعهم ... لكن لحسن الحظ ،قمت بالاحتفاظ بكل تلك الاعمال على جهازى، قبل اختفائها....واوجه نصيحة لكم ..لاتثقوا ابدا فى وجود نفس الشئ فى مكانه ابدا،بل احتفظوا به على سي دى ..تحسبا لاى جديد....


ساستعرض الان جميع محاولا ت حل التناقضات :



1- التناقض الاول توقيت وصول النساء القبر؟ في قصة قيامة المسيح، هل أتت النسوة اذ طلعت الشمس( مرقس )أم أن الظلام كان لا يزال باقياً(يوحنا)؟ 


هناك العديد من المحاولات ،والعديد من السناريوهات:

نظرية القس منيس عبد النور وايضا صفحة فريق اللاهوت الدفاعي


اقتباس:

الاختلاف ناتج أن النسوة قمن باكراً جدًّا والظلام باقٍ، وأتين إلى الباب (باب غرب المدينة) وانتظرن هناك إلى أن فتحوا الباب الذي لا يُفتح إلا في شروق الشمس.وهكذا بين أن قمن من بيوتهن في الظلام ووصلن في الفجر عند الباب وخرجن والشمس قد طلعت كانت المفارقة. إذ أن نظام فتح باب المدينة الغربي يكون دائماً بعد شروق الشمس. لذلك ولو أنهن قمن والظلام باقٍ إلاَّ أنهن لم يأتين إلى القبر إلاَّ والشمس قد أشرقت ....

شبهات شيطانية حول العهد الجديد
يوحنا يتكلم عن وقت بدء السير إلى القبر، بينما مرقس يشير إلى وقت الوصول إليه. وبدهي أنه كان لا بد لأولئك النساء من قطع مسافة قبل الوصول إلى القبر، سواء كنَّ مقيمات في أورشليم أو في بيت عنيا التي تبعُد عنها قليلاً. فعندما بدأنَ في السير كان الظلام باقياً، ولكن عند وصولهن إلى القبر الواقع شمال أورشليم كانت الشمس على وشك الطلوع

اولا : فى كلا الاقتباسين،هناك اتفاق ان الكلام فى رواية مرقس ،هو عن توقيت وصول النساء للقبر ،لكن السؤال هنا هل وصلوا القبر عندما اشرقت الشمس (اللاهوت الدفاعى) ،او كانت الشمس على وشك الطلوع (منيس عبد النور)؟ 

الاصل اليونانى يترجم حرفيا هكذا

And very early on the first day of the week, when the sun had risen (ἀνατείλαντος), they went to the tomb.

وباكرا جدا في اول الاسبوع، اذ طلعت الشمس، اتين الى القبر.

الفعل ماضى تام،و الشمس كانت موجوده عندما وصلوا،ياحضرة القس...


ثانيا: 

هل قال النص فى يوحنا "أن قمن من بيوتهن في الظلام"؟ لا...لكن منطقيا السياق يتطلب ذلك، لكن ليست المشكلة تلك... خلافنا موعد مجئ النساء... 

.

الاصل اليونانى يترجم حرفيا هكذا

Early on the first day of the week, while it was still dark, Mary Magdalene came to the tomb.

وفي اول الاسبوع ، وبينما الظلام باق ،جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا .

مرقس ويوحنا وبوضوح شديد يتكلمون عن موعد المجئ وليس الخروج من البيوت... كيف يتوافق الظلام مع الشمس؟ !! 


.................................................. .............




اقتراح حل اخر من موقع مسيحى اخر لينجا

ان مريم قامت بزيارتين للقبر الاولى فى يوحنا والثانية فى مرقس !


اقتباس:

في الحقيقة يوحنا يقدم تفاصيلاً دقيقة تفسر لنا هذا؛ هو يروي لنا أن مريم المجدلية كانت أول من جاء إلى القبر والظللام لا زال قائم؛ فواضح أنها جاءت وحدها والظلام لا زال باقٍ ومن ثم ذهبت وأخبرت بطرس ويوحنا، ومن ثم جاء بطرس ويوحنا إلى القبر، وجاءت أيضًا باقي النساء؛ وبعدها رأت النساء الملاكين. فمؤكد إن عملية الرجوع إلى القدس، ومناداة بطرس، ومجيء بطرس مع يوحنا، أخذت أكثر من 20 دقيقة، أي تكون الشمس قد أشرقت. أي أنه بعد هذه العملية، عندما رأت النساء الملاكين، كانت الشمس قد أشرقت.

...


يرد على هذا الاقتراح ،اقتراح اخر(اقتراح الانبا شنودة والانبا بيشوى) يعكس المسالة تماما ...فيقترح ان مرقس هى الزيارة الاولى ويوحنا هى الاخيرة ، ويجبر المسكينة مريم المجدلية ، على زيارة القبر والعودة منه خمس مرات رايح وخمس مرات جاى، !!!


اقتباس من مقال ظهورات السيد المسيح لمريم المجلية بعد القيامة - المطران الأنبا بيشوي 

اقتباس:

كما شرح لنا قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته، فإن مريم المجدلية قد زارت القبر خمس مرات فى فجر أحد القيامة..وقد استغرقت أحداث هذه الزيارات -وبأكثر تحديد الزيارات الأربعة الأولى- الفترة ما بين ظهور أول ضوء فى الفجر "إذ طلعت الشمس" (مر16: 2)، وتلاشى آخر بقايا ظلمة الليل "والظلام باق" (يو20:1). وهى مدة لا تقل عن نصف ساعة فى المعتاد يومياً. وكانت مريم المجدلية تذهب لزيارة القبر، ثم تعود إلى مدينة أورشليم بمنتهى السرعة، ثم تأتى إلى القبر مسرعة فى زيارة تالية وهى تجرى. ولأن موضع القبر كان قريباً من أورشليم (أنظر يو19: 20، 41)، لهذا لم تكن المسافة تستغرق وقتاً طويلاً. وبالرغم من أن مريم المجدلية قد قطعت هذه المسافة عشر مرات فى زياراتها الخمس، إلا أنها فى الزيارات الأربع الأولى، ومنذ وجودها عند القبر لأول مرة فى فجر الأحد فإنها قطعت هذه المسافة ست مرات فقط. أى أنها استغرقت حوالى خمس دقائق فى كل مرة ما بين القبر وأورشليم وبالعكس.
ونظراً لأهمية ترتيب أحداث القيامة، نورد فيما يلى بياناً بالزيارات الخمس لمريم المجدلية عند القبر حسبما أوردها الإنجيليون الأربعة بترتيب حدوثها :
الزيارة الأولى:
أوردها القديس مرقس فى إنجيله كما يلى: "وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه. وباكراً جداً فى أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر........" (مر16: 1-8).
والدليل على أن هذه الزيارة كانت الأولى أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب كن يقلن فيما بينهن "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر" (مر16: 3) إذ لم تكن مريم قد رأت الحجر مدحرجاً بعد.
الزيارة الثانية:
بعد عودة مريم المجدلية من الزيارة الأولى إذ لم تخبر أحداً بما قاله الملاك فى الزيارة الأولى لأنها كانت خائفة، ذهبت مرة أخرى فى صُحبة القديسة مريم العذراء لتنظرا القبر. وقد أورد القديس متى فى إنجيله هذه الواقعة دون أن يذكر القديسة العذراء مريم بالتحديد مسمياً إياها "مريم الأخرى".
"وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين : لا تخافا أنتما. فإنى أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال.......... وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما. فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتى أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يروننى" (مت28: 1-10).
فى قول القديس متى "إذا زلزلة عظيمة قد حدثت" لا يعنى أن الزلزلة قد حدثت وقت تلك الزيارة، بل سبقتها وسبقت الزيارة الأولى أيضاً.
وقد أورد القديس مرقس هذه الزيارة باختصار فى إنجيله، هى التى رأت فيها مريم المجدلية السيد المسيح وهى فى صحبة القديسة مريم العذراء. وذكر هذه الواقعة بعد أن ذكر الزيارة الأولى : "وبعدما قام باكراً فى أول الأسبوع، ظهر أولاً لمريم المجدلية التى كان قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. فلما سمع أولئك أنه حى وقد نظرته لم يصدقوا" (مر16: 9-11).
وفى تلك الزيارة تم تنفيذ رغبة السيد المسيح بسرعة فى إبلاغ تلاميذه كما ذكر القديس متى إذ خرجتا من القبر "راكضتين لتخبرا تلاميذه" (مت28: 8).
الزيارة الثالثة:
بعد أن أخبرت مريم المجدلية التلاميذ بقيامة السيد المسيح، أرادت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب أن تذهبا مرة أخرى إلى القبر مع مجموعة من نساء عديدات. وقد أورد القديس لوقا فى إنجيله هذه الزيارة بعد أن سرد أحداث الدفن يوم الجمعة. وراحة يوم السبت:
"وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وُضع جسده. فرجعن وأعددن حنوطاً وأطياباً. وفى السبت استرحن حسب الوصية. ثم فى أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذى أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات فى ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض. قالا لهنَّ : لماذا تطلبن الحى بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام. إذكرن كيف كلمكن وهو بعد فى الجليل قائلاً : أنه ينبغى أن يُسلّم ابن الإنسان فى أيدى أناس خطاة ويصلب وفى اليوم الثالث يقوم. فتذكّرن كلامه. ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية، ويونا، ومريم أم يعقوب، والباقيات معهن اللواتى قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهن لهم كالهذيان. ولم يصدقوهن" (لو23: 55 -24: 11). بعد هذه الزيارة إذ لم يصدِّق الآباء الرسل كلام النسوة بدأ الشك يساور مريم المجدلية فقررت أن تذهب إلى القبر بمفردها. هذه هى الزيارة التالية.
الزيارة الرابعة:
ذهبت إلى القبر بمفردها قبل نهاية بقايا ظلمة الليل. وقد أورد القديس يوحنا الإنجيلى هذه الزيارة كما يلى : "وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الإثنان يركضان معاً. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولاً إلى القبر. وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذى كان على رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان، بل ملفوفاً فى موضع وحده. فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر الذى جاء أولاً إلى القبر ورأى فآمن. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغى أن يقوم من الأموات. فمضى التلميذان أيضاً إلى موضعهما" (يو20: 1-10).
والعجيب أن مريم المجدلية بعد هذه الزيارة، بدأت تردد كلاماً مغايراً تماماً لما سبق أن قالته بعد الزيارتين الثانية والثالثة حينما أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وبكلامه ثم بكلام الملاكين عن
بعد الزيارة الرابعة بدأت تردد عبارة تحمل معنى الشك فى قيامة السيد المسيح بالرغم من ظهوره السابق لها وظهورات الملائكة المتعددة.
قالت للقديسين بطرس ويوحنا الرسولين " أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه؟!" 
(يو20: 2).
بعد هذا الكلام وبعد أن علم الرسل أن الحراس قد انصرفوا من أمام القبر. ذهب بطرس ويوحنا الرسولان إلى القبر وتبعتهما مريم المجدلية. وكانت هذه هى زيارتها الخامسة والأخيرة للقبر فى أحد القيامة. وحفلت هذه الزيارة بأحداث هامة غيرّت مجرى حياتها وتفكيرها تماماً.
الزيارة الخامسة:
أورد القديس يوحنا فى إنجيله أحداث هذه الزيارة بعد كلامه السابق مباشرة كما يلى:
"أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكى. وفيما هى تبكى انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحداً عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعاً. فقالا لها يا إمرأة لماذا تبكين. قالت لهما إنهم أخذوا سيدى ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفاً ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع يا إمرأة لماذا تبكين. من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستانى فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لى أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربونى. الذى تفسيره يا معلم. قال لها يسوع لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن اذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم، فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" (يو 20: 11- 18).
فى هذه الزيارة الخامسة والأخيرة للقبر، نرى مريم المجدلية وهى فى اضطراب وشك وبكاء، تردد قولها السابق الذى قالته للرسولين بطرس ويوحنا. فقالت نفس العبارة للملاكين الجالسين داخل القبر " أخذوا سيدى ولست أعلم أين وضعوه" (يو 20: 13) . ثم وصل بها الحال أن قالتها للسيد المسيح نفسه عند ظهوره لها للمرة الثانية "يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لى أين وضعته وأنا آخذه" (يو20: 15). وكانت قد ظنت أنه البستانى ولم تعلم أنه يسوع (أنظر يو20: 15،14).
وحينما ناداها السيد المسيح باسمها قائلاً "يا مريم" (يو20 : 16)، كان يريد أن يعاتبها على كل هذه البلبلة والشكوك التى أثارتها حول قيامته، وعلى ما هى فيه من شك فى هذه القيامة المجيدة، ثم رغبتها فى الإمساك به لئلا يفلت منها مرة أخرى بعد أن أمسكت سابقاً قدميه وسجدت له فى ظهوره الأول لها مع العذراء مريم ( أنظر مت28: 9).
فى هذه المرة قال لها مؤنباً "لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى" (يو20: 17). كان هذا تأنيباً شديداً لها لأنها شكّت فى قيامته، وتريد أن تمسكه لئلا يختفى مرة أخرى...
إنها بشكها فى قيامته تكون فى شك من قدرته الإلهية فى أن يقوم من الأموات. وكأنه ليس هو رب الحياة المساوى لأبيه السماوى فى القدرة والعظمة والسلطان. وبهذا يكون لم يرتفع فى نظرها إلى مستوى الآب... كما إنها تريد أن تمنع اختفائه من أمام عينيها لكى لا تشك فى القيامة... وبهذا تكون كمن يريد أن يمنع صعوده إلى السماء... وماذا يكون حالها بعد صعوده فعلاً ليجلس عن يمين الآب.
لهذا أمرها بصريح العبارة "اذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم" (يو20: 17).
فى قوله هذا كان يقصد أن يقول لتلاميذه أن إلهكم (أى الآب) قد صار إلهاً لى حينما أخليت نفسى متجسداً وصائراً فى صورة عبد، وسوف يصير أبى السماوى (الذى هو أبى بالطبيعة)، أباً لكم (بالتبنى) حينما أصعد إلى السماء، وأرسل الروح القدس الذي يلِدكم من الله فى المعمودية.
فبنزولى أخذت الذى لكم، وبصعودى تأخذون الذى لى.
فى هذه المرة فهمت مريم المجدليةأنها ينبغى أن تقبل فكرة صعود السيد المسيح الذى لم يكن قد صعد بعد بالرغم من اختفائه عن عينيها بعد قيامته، كما أنه بقى على الأرض أربعين يوماً كاملين بعد القيامة لحين صعوده إلى السماء أمام أعين تلاميذه وقديسيه.
لهذا "جاءت مريم المجدلية، وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا" (يو20: 18).
وكما عالج السيد المسيح شك توما فى يوم الأحد التالى لأحد القيامة، هكذا عالج شكوك المجدلية بظهوره لها مرة أخرى فى أحد القيامة، فى البستان...
كانت السيدة العذراء مريم عجيبة ومتفوقة فى إيمانها- فقد آمنت قبل أن ترى السيد المسيح قائماً من الأموات، وآمنت حينما أبصرته، وآمنت حينما أمسكت بقدميه وسجدت له... وقبلت صعوده فى تسليم كامل، لأنها كانت تعرف أنه ينبغى أن يجلس عن يمين أبيه السماوى.

بصراحة افحمنى جناب البابا شنودة الراحل،وجناب الحبر العلامه بيشوى .... هل احد من القراء الاعزاء عنده تعليق على الكلام؟ هل يعقل افتراض اكثر من زيارة؟ ماهى مشكلات ذلك السيناريو العجيب؟

اذن مريم المجدلية زارت القبر خمس مرات متتالية فى نصف ساعه ...،ولسبب مجهول افرد كل كاتب من كتبة الاناجيل اصحاحا لعرض حوالى ٥ دقائق من الاحداث ،وبخل على قرائه بعرض باقى تفاصيل اهم حدث فى الانجيل كله ..... هل تعلمون ،انه يمكننا بنفس المنطق السابق، اثبات انه تم صلب المسيح خمس مرات متتاليه؟! حسنا نفند كلامه جزئية جزئية :

اولا ...بدء البابا شنودة بداية استدلالية غير موفقة ،وبنى عليها ... ونعلم ان مابنى على باطل فهو باطل ... فيقول "ان هناك اربع زيارات فى الفترة ما بين ظهور أول ضوء فى الفجر "إذ طلعت الشمس" (مر16: 2)، وتلاشى آخر بقايا ظلمة الليل "والظلام باق" ؟ " هذا كلام مشوش بلامعنى ، اولا حتى وقبل ان يظهر قدر انملة من قرص الشمس فى الافق ،هناك الضوء الذى يسبق ظهور قرص الشمس فى الافق والذى يلاشى آخر بقايا ظلمة الليل ، مابالك لو طلع قرص الشمس ... كلامه السقيم يفهم منه ان الزيارات بدات عند ضوء الفجرإذ طلعت الشمس وانتهت والظلام باقى..اى بدات نور وانتهت ظلام وليس العكس المنطقى...
.... لو كان منطقه سويا اذن لتجنب استخدام رواية مرقس ،كزيارة اولى ،ولوضعها فى اى زيارة مفترضة اخرى ......
نسى شنوده العامل الزمنى فى مرقس،وراح يستدل بقوله "والدليل على أن هذه الزيارة كانت الأولى أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب كن يقلن فيما بينهن "من يدحرج لنا الحجر فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا".....
سؤال بسيط ،طبقا لمرقس ،الحجر قَدْ دُحْرِجَ قبل ام بعد مجئ النساء القبر؟ الجواب قبل ... ومن ثم ،لو طبقنا معيار دحرجة الحجر،اذن يجب وضع رواية متى وليس مرقس ،كزيارة اولى ... فقد دحرج الحجر بعد وصولهم القبر ،فيقول متى 28:1 وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه
اذن هناك سببين قويين،يستبعد معهما،افتراض رواية مرقس كزيارة اولى ...
الان ينتقل شنوده لرواية متى ويعتبرها زيارة ثانية ،ويقول .."فى قول القديس متى "إذا زلزلة عظيمة قد حدثت" لا يعنى أن الزلزلة قد حدثت وقت تلك الزيارة، بل سبقتها وسبقت الزيارة الأولى أيضاً".

كلام غير صحيح ... نقرا النص متى ٢٨ وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا(idou) زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .
الكلمة اليونانية idou التى تترجم (انظر ) وترجمها المترجم العربى (واذا) ، تستخدم دائما لاثارة انتباه القارئ عند معرض تقديم فكرة جديدة مفاجئة فى النص ،تؤكد ان فكرة نزول الملاك تلت وصول النساء القبر... مثال اخر لاستخدام الكلمة؟
متى 1: 18 فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يُشَهِّرها أراد تخليتها سراً. ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور، إذا (idou ) ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلاً: يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك..
مثال اخر
متى: وَعندما انْصَرَفُوا، إِذَا (idou ) مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً ..
الخ الخ
..............................................

يقول شنوده : (بعد أن أخبرت مريم المجدلية التلاميذ بقيامة السيد المسيح، أرادت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب أن تذهبا مرة أخرى إلى القبر مع مجموعة من نساء فى زيارة ثالثة؟) وهذا كلام هراء ...
الم تعلما مريم المجدلية ومريم أم يعقوب من الملا ك ان يسوع قام من الاموات ،مرتين فى زيارتين سابقتين؟ وفرحوا بذلك الخبر؟الم يرا يسوع قائما حيا من الموت فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ ؟ وقال لهما لاَ تَخَافَا.وانه ذاهبا إِلَى الْجَلِيلِ، وَامرهم ان يامرا التلاميذ بانتظاره هناك؟ اذن كيف يعقل بعد كل هذا ذهابهما مرة ثالثة للقبرحَامِلاَتٍ توابل لتحنيط الجثة؟
ثم ماالداعى لقول لوقا هذا الكلام الاتى :
١- ماالداعى للكلام عن الحجر مرة ثالثة اخرى ،الم ننتهى منه مرة واثنان قبل ذلك؟!
٢-. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات فى ذلك وإذ كن خائفات
لماذا الحيرة،اليس معهن مريم المجدلية ،التى علمت مرتين فى زيارتين سابقتين،بانه قام بل وامسكت بقدميه وسجدت له وقال لهما لاتخافا؟!
......................
فى زيارة شنودة الرابعة ،سبب الزيارة ان مريم مازالت متشككه؟ بعد ماذا؟
بعد رؤيتها لمعجزة تحريك الحجر من الملاك،وبعد تاكيد الملائكة لها بقيامة يسوع،وبعد تذكير الملاك لهن بقول يسوع أنه ينبغى أن يُسلّم ابن الإنسان فى أيدى أناس خطاة ويصلب وفى اليوم الثالث يقوم،وتذكرها للكلام،بل ورؤيتها يسوع ومسكها لقدميه وسجودها له،وفرحها بذلك .... مع ذلك تظل متشككة !!!!!!! وتقوم بزيارة رابعة وحدها وكان مازال الظلام باقيا رابع زيارة بعد زيارة مرقس عندما طلعت الشمس !!!!
ويدق شنودة المسمار الاخير فى نعش نظريته ،ويقول "والعجيب أن مريم المجدلية بعد هذه الزيارة، بدأت تردد كلاماً مغايراً تماماً لما سبق أن قالته بعد الزيارتين الثانية والثالثة حينما أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وبكلامه ثم بكلام الملاكين عن بعد الزيارة الرابعة بدأت تردد عبارة تحمل معنى الشك فى قيامة السيد المسيح بالرغم من ظهوره السابق لها وظهورات الملائكة المتعددة. قالت للقديسين بطرس ويوحنا الرسولين " أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه؟!"

اى نعم ياجناب البابا ....قالت ذلك بعدما تذكرت نبؤته عن قيامته،وفرحت وامسكت بقدمه وسجدت له،واخبرت تلامذته بانه قام !!!!!...
الى ان تفسر لنا كيف يحدث ذلك،بالاضافة للثغرات المليئة بها نظريتك والتى عرضتها قبل ذلك...تظل نظريتك محاولة فاشلة لازالة التناقضات .... فى الواقع ،مجرد افتراضك ان مرقس هو رواية اولى،يجعل نظريتك ،قد ولدت ميته اساسا.....

سيناريو ثانى ذكرناه سابقا: "أن مريم المجدلية كانت أول من جاء إلى القبر والظللام لا زال قائم؛ فواضح أنها جاءت وحدها والظلام لا زال باقٍ"


المحاولة لها مشاكلها ايضا ... اذا مريم المجدلية كانت أول من جاء إلى القبر والظللام لا زال قائم؛ وواضح أنها جاءت وحدها كما يؤكد صاحب السيناريو،ورات ا لْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْر.

لماذا ،فى الزيارة التالية ،هى وبقية النساء ،كُنَّ يَقُلْنَ "مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ"؟ من ناحية اخرى ذلك يناقض متى الذى يجعل تحريك الحجر ،تم بعد وصول النساء ... مشكلة ثالثة ، لايمكن جعل كلام يوحنا زيارة اولى وانها جاءت وحدها:

لان كاتب لوقا ،يجعل زيارة بطرس للقبر بعد زيارة مريم والنساء القبر،وكلامهن مع الملاك وتذكرهن بنبؤة القيامة،وذهابهن للتلاميذ واخبار الجميع بذلك... وهذا يناقض سيناريو الكاتب بان مريم المجدلية كانت أول من جاء إلى القبر والظللام لا زال قائم؛ فواضح أنها جاءت وحدها والظلام لا زال باقٍ ومن ثم ذهبت وأخبرت بطرس ويوحنا، ومن ثم جاء بطرس ويوحنا إلى القبر، وجاءت أيضًا باقي النساء؛ وبعدها رأت النساء الملاكين......


سيناريو ثالث اخر مرتبط بالسيناريو السابق :


وهو من اكثر السيناريوهات شيوعا ،وجدته فى "آلام وقيامة السيد المسيح في الاناجيل الاربعة، الاب انطونيوس" وفى التفسير المُعاصر للكتاب المقدس، لدون فليمنج,ومقالات لاهوت دفاعى ل جلين ميلر،روبرت تركل وغيرهم الكثير ....

نقرا الكلام :

اقتباس:

المشهد الاول يضم مجموعتين من النساء قد اتيا من اماكن متفرقة ومعهم العطر لمسح جسد يسوع، فالمجموعة الاولي تضم: (مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب ويوسي، وسالومة ام الرسولين يعقوب ويوحنا)، والمجموعة الآخري تتكون من يونا وبعض الاصدقاء .2- تصل القديسة مريم المجدلية وحدها وقبل الجميع . اما رفيقاتها، فتأخرن بسبب شراء الحنوط ولحقا بها حين بزوغ الشمس. الارض تزلزلت ونزل ملاك من السماء ورفع الحجر عن باب القبر. . . فالمجدلية ظلت بجانب القبر تراقب الدفن، وها هي أول من يصل، لذلك رأت الزلزلة وكل ما حدث لحظة القيامة، فإرتعبت ولم تستطع الكلام هي ومن معها.
3- تأخذ مريم المجدلية الدهشة والحيرة عند رؤيتها القبر مفتوحاً. تقدمت بسرعة نحو القبر وسعت مفتشة عن الجسد في البستان ولم تجد يسوعها، فارتبكت مريم المجدلية ودون ان تري ملاكاً او تسمع صوتاً تركت رفيقاتها وركضت الي بطرس ويوحنا تخبرهما بأن الجسد قد سُرق (يو20: 1- 2)، ولكن مريم وسالومة بقيا مكانهما،

مهلا يا عزيزى ... صدق او لا تصدق ،مريم المجدلية لم تذهب القبر لوحدها ولم تذهب لبطرس وباقى التلاميذ، الا بعد ان رات ملاكاً وسمعت صوته،بل ورات يسوع نفسه وامسكت قدميه وسجدت له.... .... تعال نقرا رواية متى :28

وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الاخرى لتنظرا القبر. 2 واذا زلزلة عظيمة حدثت لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. 3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج. 4 فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كاموات. 5 فقال الملاك للمراتين: «لا تخافا انتما فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب. 6 ليس هو ههنا لانه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه. 7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات. ها هو يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه. ها انا قد قلت لكما». 8 فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. 9 وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما وقال: «سلام لكما». فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له. 10 فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني».


يضاف لذلك ايضا، وكما ذكرنا سابقا , عدم وجود الحجر فى رواية يوحنا،يقضى على اى امل فى جعل روايته كزيارة اولى مفترضة، لان رواية متى تجعل تحريك الحجر تم بعد وصول مريم المجدلية...

وهكذا ، سيناريو باطل من بدايته .... 

لا أدري, هل كان البابا شنودة يظن انه بتلك السخافات والتبريرات الواهية ترد شبهات وتناقضات قصة القيامة في الأناجيل!!!

من يستحق اللوم اكثر،هم هؤلاء ،من يقتنع بان كلامه ازال التناقضات بل و يروجون لهذا الكلام !!

لكن لا داعى للتعجب.. فمن يؤمن بان موتى عادوا للحياة ،امراة صارت عمود ملح ،التثليث اله واحد،الحمير تكلمت ! ..يمكن ان يؤمن بان روايات القيامة بلاتناقضات..


فى مشاركة قادمة مشكلة اخرى للقيامة، وسنحاول الاجابة عن هذا السؤال ،"لماذا تناقض كتبة العهد الجديد فى روايتهم للقيامة؟ "..

اسباب اختلاف روايات القيامة؟


محاولة اجابة هذا التساؤل تتطلب اولا توضيح وتحديد بعد العناصر:

هدف وطموح كتبة الاناجيل؟


١--عندما قام كتبة الاناجيل بكتابة اناجيلهم ،لم يخطر ببالهم لحظة ،ان مايكتبوه سيتم اختياره ككتب قانونية،و تسميته كلمة الرب .... بل كان الامر مجهودات فردية،لكتابة السيرة العيسوية التى كانت على كثير من الالسن،وكل لسان منهم رواها وعدلها بما يرى انها الطريقة الاليق ،وحدث هذا ايضا حتى بعد مرحلة تدوينها على يد كثيرون،كما يقول كاتب مايسمى بانجيل لوقا، .. انها كتابات كان طموح كتابها بسيط جدا،مجرد قرائتها على مجموعة بسيطه من غير المسيحيين او المسيحيين الجدد، ولم يتخيل اصحابها انه سيجئ اليوم الذى سيتم فيه تقديس ماكتبه او مقارنتة بماكتب غيره .... فلهذا عندما قاموا بالنقل من بعضهم البعض وتعديل واضافة وحذف مايريدون ... فعلوا ذلك بدون تردد....


٢-هل كتبة الاناجيل كانوا شهود عيان لماكتبوه؟

امر بديهى ان كتبة الاناجيل ليسوا شهود عيان للعديد من الادلة :

١- العديد من الاحداث المكتوبه، تشير الى ان كاتبها لم يكن لا هو ولا اى احد اخر شهدها بعينه ، على سبيل المثال ،منامات واحلام يوسف النجار ،و لقاءاته بالملاك، سفر مريم ويسوع مصر،وماذا فكر يسوع،ماذا شعر يسوع ... ،صعود يسوع للبرية ٤٠ يوم و تجربته من الشيطان،هل كانوا مع يسوع عندما ذهب يصلى وحده فى بستان جسيماني؟ وغيرها عشرات الاحداث التى لا يعقل (اذا افترضنا حدوثها) تصورها منقوله لمن شهدها بعينه...

حتى فى الاحداث التى تسمح بوجود من يشاهدها بعينه، كاحداث القبر والقيامة، لا يعقل ايضا اعتبار كتبة الروايات كانوا شهود عيان،والا نتسائل، هل وقفوا امام القبر ،وقاموا فقط بدور المتفرجون؟ وتركوا النساء تقوم بالواجب؟ هل يعقل ذلك؟..


٣- هل اخذ كتبة الاناجيل من شهود عيان مباشرة؟

هناك ادلة نصية داخلية واخرى خارجية تفند ذلك الادعاء


الادلة الخارجية نقتبس كلام بارت ايرمان :

اقتباس:

وجهة نظري. على الرغم من أنه قد يكون هناك شهود عيان على قيد الحياة بعد 35-40 سنة من وفاة يسوع(وقت كتابة الاناجيل )، ليس هناك ضمانة لذلك، أقول، لا يوجد سبب للاعتقاد انه تمت استشارة هؤلا ء الشهود من قبل واضعي الأناجيل عند كتابتهم الاناجيل. فهؤلاء الشهود كانوا من الفلاحين الذين يتحدثون الآرامية تقريبا معظمهم من ريف. الجليل،من ناحية اخرى كاتب مرقس كان تعليمه عاليا، من المسيحيون الذين يتحدثون اليونانية والذين يعيشون في منطقة حضرية خارج فلسطين (روما؟)، الذي ربما لم يسافر ابدا إلى الجليل. لذلك فإنه حتى وان وجد شهود عيان فلم يكن لهم تأثير كبير على إنجيله.
وينطبق الشيء نفسه، ،بشكل ابلغ للاناجيل اللاحقة لمرقس. فيبدا لوقا إنجيله بالقول إن شهود العيان بدأوا يمرون التقاليد الشفوية التي سمعوها (لوقا 1: 1-4)، لكنه لم يشير أبدا إلى أنه قد تحدث إلى أحد منهم. وقد سمع ببساطة قصص قديمة كانت موجودة منذ أيام شهود العيان الماضية.تستند الأناجيل إلى الروايات الموروثة التى كانت متداولة لعقود وتغيرت نتيجة لذلك حتى من قبل ان يسمعها كتبة الاناجيل .فالقصص التى تحكى عن شخص يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها! يحدث ذلك في كل .زمان ومكان ،فماذا تتخيل من قصص تم تداولها لمدة 40 أو 50 سنة،، في بلدان مختلفة، و بلغات مختلفة، بين اولئك الناس الذين لم يطلع اى منهم على شاهد عيان أو حتى على أي شخص اطلع على شاهد عيان؟ اجزم ان تلك القصص تغيرت وعدلت ، في مواضع كثيرة ،لأن نفس القصة غالبا ما بتروى بطرق مختلفة جدا. ومثلى كاى مؤرخ سوف اقول لكم: العبرة بالادلة، وهى متوفرة ...

الادلة الداخلية وهى الاهم:

- لا يعقل ان يتناقض شهود العيان المفترض انه ماخوذ عنهم الروايات فى شئ تفاصيله فى غاية البساطة كقصة القيامة المزعومة ،وغيرها من التناقضات ... 

- عرضنا قبل ذلك ،ادلة قوية على ادراج احداث فى الاناجيل، مستوحاه من العهد القديم ،اى سرقات ادبية..وهذا يؤكد على الاقل ان الكثير من عبارات الاناجيل ليست من شهود عيان . فتلك ليست افعال شهود العيان،او حتى من ياخذ من شهود عيان.

- دليل اخر،نظرية ان متى ولوقا اخذوا وحرروا الكثير من مرقس(الاكثر اقناعا وانتشارا بين العلماء) ،وهذا امر ينفى عنهم شهادة العيان او الاخذ مباشرة من شهود عيان

- دليل اخر وهو عندما يروى احد الكتبة متفردا عن حدث خطير اساسي فى غاية الاهمية والاثارة وصمت باقى الكتبة عنه ،يرجح انه اضافة ملفقة من كاتبه ،وبالتالى استبعاد انه شاهد عيان،مثال واضح لذلك ،رواية متى التى تفرد بها عن قيامة القديسين، والظلمة على الارض يوم الصلب الخ....

وكما يعلق على ذلك المبشر المسيحى السابق الراحل (فاريل تيل،الذى تحول الى اللادينيه)

اقتباس:

سخافة افتراض ان باقى الكتبة علموا تلك الاحداث الهامة ،ولم يهتموا بذكرها فى اناجيلهم،كسخافة افتراض ان كاتب يحكى عن الحرب العالمية ولا يذكر شئ عن قنبلة هيروشيما وناجازاكى...

هل انتهى الكلام عن مسالة شهادة العيان؟ ابدا ، هناك نقاط تكميلية اخرى سنستانف الحديث عنها ،بعد حصر كلامنا لاجابة سؤالنا الاساسي :اسباب اختلاف روايات القيامة؟

الاختلافات هى نتيجة اضافات وحذف وتعديل ، امثلة عليها:


١- نقارن قيامة مرقس ومتى :


مرقس اصحاح 16

1 وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويدهنه. 2 وباكرا جدا في اول الاسبوع اتين الى القبر اذ طلعت الشمس. 3 وكن يقلن فيما بينهن: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟» 4 فتطلعن وراين ان الحجر قد دحرج! لانه كان عظيما جدا. 5 ولما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن. 6 فقال لهن: «لا تندهشن! انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. 7 لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم». 8 فخرجن سريعا وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة اخذتاهن. ولم يقلن لاحد شيئا لانهن كن خائفات. ......(هنا ينتهى نص مرقس فى اقدم مخطوطاته)..


متى 

اصحاح 28

1 وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الاخرى لتنظرا القبر. 2 واذا زلزلة عظيمة حدثت لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. 3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج. 4 فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كاموات. 5 فقال الملاك للمراتين: «لا تخافا انتما فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب. 6 ليس هو ههنا لانه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه. 7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات. ها هو يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه. ها انا قد قلت لكما». 8 فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. 9 وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما وقال: «سلام لكما». فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له. 10 فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني».


كل ماهو بالاحمر،مواضع اختلاف بها اما حذف او اضافة وتعديل :


١- لم يعجب متى،فكرة مرقس ان سبب زيارة النساء تحنيط جثة... يقترح بعض العلماء ان يكون ذلك راجع لاعتقاد متى بانه سيبدوا غريبا ذهاب النساء للقبر فى وقت كصباح يوم الفصح لتحنيط جثة تتحلل مضى عليها يومين تقريبا، لكنى اعتقد شخصيا ان هناك سبب اقوى لتجنب متى ذكر ماقاله مرقس عن تحنيط الجثة ،الا وهو تاليف متى جزئية تفرد بها هو ، ستجعل ذهاب النساء غير معقول، وهى قصة الحرس على مقبرة يسوع(سنعود اليها حالا)،فكيف يذهبن لتحنيط جثة بمقبرة مغلقة بحجر عظيم وعليها حرس يمنع الدخول؟! ..اظن ذلك سبب وجيه لتجنب متى رواية مرقس فى تلك الجزئية....


٢- تحريك الحجر عن القبر قبل زيارة النساء فى رواية مرقس ،لا يتماشي اطلاقا مع صياغة واسلوب كاتب متى ،فاراد ايضاح كيف حدث تحريك حجر ضخم كهذا على باب مقبرة محروسة بقوة السلاح ،لذلك الامر يحتاج لملك مرعب لكى يقوم بالواجب مع الحجر ومع الحراس .....


حتى لو تغاضينا عن دوافع متى،تظل الحقيقة ،اى قارئ لمرقس اذا قر ا "وكن يقلن فيما بينهن: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟» 4 فتطلعن وراين ان الحجر قد دحرج! لانه كان عظيما جدا."

.. سيسال نفسه كيف حدث ذلك؟ وذلك قد يغوى الى اختراع اضافة على النص ....

كذلك اختراع زلزال،ليست المرة الوحيد لكاتب متى ،ففى رواية الصلب بعد موت يسوع، ادعى متى حدوث زلزال....و هو الوحيد من ذكرهما..

اضافة كاتب متى قصة الحرس؟


متى 27 :62 وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس 63 قائلين: «يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي: اني بعد ثلاثة ايام اقوم. 64 فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا ياتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الاموات فتكون الضلالة الاخيرة اشر من الاولى!» 65 فقال لهم بيلاطس: «عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون». 66 فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر.


تلك القصة اضافة من كاتب متى ,وغير موجودة فى اى من الاناجيل الاخرى ، و الكثير من المؤرخين يشكوا فى حدوثها لاسباب ? ..

١- تبدوا فكرة سخيفه ومبالغة ان السلطات الرومانية تتعاون مع اليهود،لوضع حرس على قبر مجرم مصلوب،يضاف ايضا التساؤل عن كيفية معرفة هؤلاء اليهود بذلك التبؤ الذى يدعى كاتب متى نفسه ان التلاميذ علموه سرا من يسوع ؟ وهل يخاطر الحرس بحياتهم بنشر تلك القصة (عقوبتهم لو اكتشفت السلطات اهمالهم فى الحراسة هى الموت)؟لا والانكى ،يشهر يسوع لليهود وللرومان المتحالفين ! اسلحته من ملائكة وقيامة من الموت. رغم انفهم ،ويرتعد الحراس ويصيروا كالاموات،امام الملاك المخيف ،وبعدها مباشرة ،وكان شئ لم يحدث فيتامروا على يسوع مرة اخرى !!! ...

كل ذلك يدعم فكرة ان كاتب متى اخترع تلك الجزئية لغرض دفاعى ، او بمعنى اخر لمواجهة اتهام يهودى حقيقى كان شائع وقتها،بان تلاميذ يسوع سرقوا جثته ......


يعلق المؤرخ ريتشارد كارير:

اقتباس:

قام المؤلف وباسلوب بلاغى وضع قصة سرقة الجثة موضع تساؤل عن طريق ابتكار حراس على القبر ... ومن المشكوك فيه أن تحذف الاناجيل الاخرى أي ذكر للحارس ، قبل او حتى عندما تزور مريم القبر ،بل وهذا الادعاء لم يتم الكلا م عنه حتى فى سفر اعمال الرسل، الذى يحتوى على الكثير من الروايات الهجوميه والانتقادات على لسان اليهود المعادين لافكار الكنيسة ،ايضا لا ،بطرس ولابولس يذكرون اى شئ عن قصة الحراس تلك، على الرغم من ان رسائلهم كتبت قبل الأناجيل بعقود !والأسوأ من ذلك أن رواية متى تحتوى على محادثات سرية رفيعة المستوى بين الكهنة وبيلاطس، و اخرى سرية بين الكهنة والحراس والتى لا يمكن للمسيحيين أن يكونوا علموا عنها شئ.. كل ذلك يجعلها رواية مشبوهة خيالية ،لفقها كاتب متى لمواجهة اعتراضات المتشككين ....

رواية مرقس تثير علامات استفهام اخرى:


لماذا خاف النساء عند الإعلان عن أن يسوع قد قام من الموت؟

كيف يمكن لأي شخص أن يعرف ما قد شاهدته النساء، إذا لم يقلن لاحد شيئا لانهن كن خائفات.؟


يعلق الناقد المؤرخ Livio Catullo Stecchini

اقتباس:

التعديلات التي أدخلها متى على مرقس ،فى تلك الجزئية يجب أن تفسر فى ضوء الجو الجدالى المتوتر الذي عاشه المسيحيون وقتها. فالنسخة التي قدمها مرقس يمكن استخدامها كحجة جدلية من قبل أولئك الذين لا يؤمنون بالقيامه ...ففى نسخة مرقس فإن النساء لم يرين يسوع، لكن أخبرهم شاب بأن يسوع قد قام، فما رأته النساء فقط هو القبر الفارغ. وفي مناخ من الجدل المستمر السائد وقتها بين المسيحيون وناقديهم، يمكن أستغلال رواية مرقس بسهولة كسلاح نقدى ضد المسيحيين. وقول ان النساء الساذجات قد انخدعن عندما وجدوا قبر يسوع فارغ ،لأن الواقع ان الجثة قد اخذوها بعيدا خلال الليل !. وفى ظل تلك الثغرة القاتلة ، تحتم على الكتبة ك متى ،اجراء تعديلات ،وجعل خوف النساء مصحوبا بفرح،وجعل يسوع يتجلى لهم،وجعلهم يمسكون قدمه ،واخبارهم التلاميذ ... وهكذا ،يواجه الكاتب ب اضافته تلك اى محاولة لاتهام النساء بانهن سذج ضحايا خديعة...
هناك نص اخر يبين بوضوع طبيعة تلك الحجة المضادة للقيامة ،والتى حاول كاتب متى سد ثغرتها،وهوقصة لوقا عن حديث الرجلين فى الطريق الى عمواس ،وعرضهم لمشكلتهم ....
لوقا 24- 17 فقال لهما: «ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وانتما ماشيان عابسين؟» 18 فاجاب احدهما الذي اسمه كليوباس: «هل انت متغرب وحدك في اورشليم ولم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام؟» 19 فقال لهما: «وما هي؟» فقالا: «المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب. 20 كيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. 21 ونحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك. 22 بل بعض النساء منا حيرننا اذ كن باكرا عند القبر 23 ولما لم يجدن جسده اتين قائلات: انهن راين منظر ملائكة قالوا انه حي. 24 ومضى قوم من الذين معنا الى القبر فوجدوا هكذا كما قالت ايضا النساء واما هو فلم يروه»
اذا قرانا النص السابق بموضوعية ،سندرك انه نص ساذج وكاشف بوضوح لاوراق المسيحيون وقتها،ومشكلاتهم الجدلية مع اليهود ومنها تكذيب القيامة...فراى لوقا انه بدون اضافة رؤية ليسوع داخل الرواية، فلن يلتزم المشككين الصمت ! ، كاتب متى عالج نفس المشكلة ،باختراع حرس وادعاء ان الرواية اليهودية اشاعة مدفوعة الاجر،هذا من ناحية، من ناحية اخرى وكما ذكرنا اضاف مقابلة النساء ليسوع , وهكذا حاولوا سد تلك الثغرة ,كل بطريقته الخاصة...

هناك خلاف نصى ،يعتبر من اهم التناقضات فى قصة القيامة، واعتبره واحد من اهم ٢٠ تناقض للاناجيل ..... وهو قول يوحنا ان مريم في اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا، والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر. 2 فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما:«اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم اين وضعوه!».

وهذا يناقض كلام متى ولوقا ان المجدلية،علمت بقيامة يسوع قبل ذهابها لبطرس..

ياترى ماهو سبب هذا الاختلاف،عن بقية الاناجيل؟

نقرا سياق نص يوحنا ،ونركز على العبارات باللون الاحمر


1 وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا، والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر. 2 فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما:«اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم اين وضعوه!». 3 فخرج بطرس والتلميذ الاخر واتيا الى القبر. 4 وكان الاثنان يركضان معا. فسبق التلميذ الاخر بطرس وجاء اولا الى القبر، 5 وانحنى فنظر الاكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل. 6 ثم جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الاكفان موضوعة، 7 والمنديل الذي كان على راسه ليس موضوعا مع الاكفان، بل ملفوفا في موضع وحده. 8 فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء اولا الى القبر، وراى فامن، 9 لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: انه ينبغي ان يقوم من الاموات. 10 فمضى التلميذان ايضا الى موضعهما.11 ..اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت الى القبر، 12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والاخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعا. 13 فقالا لها:«يا امراة، لماذا تبكين؟» قالت لهما:«انهم اخذوا سيدي، ولست اعلم اين وضعوه!». 14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم انه يسوع. 15 قال لها يسوع:«يا امراة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟» فظنت تلك انه البستاني، فقالت له:«يا سيد، ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته، وانا اخذه». 16 قال لها يسوع:«يا مريم» فالتفتت تلك وقالت له: «ربوني!» الذي تفسيره: يا معلم. 17 قال لها يسوع:«لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم». 18 فجاءت مريم المجدلية واخبرت التلاميذ انها رات الرب، وانه قال لها هذا.


لو حذفنا من اية ٢ الى ١٠ ،وقرانا اية ١ ثم كملنا مباشرة من اية ١٣ وهلم جرا، لشعرنا كما لو ان الايات من ٢-١٠ ،هى جمل اعتراضية نوعا ما ،لن يتاثرالنص بدونها ،بل سيبدوا اكثر لياقة وتوافق.. كما لو ان تلك الجمل اضافة تحريرية متاخرة للنص وهذا راى معظم العلماء،منهم , Albert Schweitzer، ونفس الراى يؤكده العالم Raymond Brown ...ويقول بما ان تقاليد الكنيسة الاساسية هى ان بطرس كان اول من علم بالقيامة،اذن هناك ضرورة لاقحام العبارات من ٢-١٠ احتراما لتلك التقاليد, ... وجعل بطرس اول من علم ان يسوع لم يعد جثة مدفونة...

.........


وبعد،فقد عرضنا لمحة لاسباب معقولة وليست شطحات،تفسر دوافع وجود تلك الاختلافات النصية الواضحة،وهى امر طبيعى ومتوقع من هؤلاء ،الذين كان هدفهم متواضع جدا من اناجيلهم ،والذين اعتبروها مجرد اوراق وعظية،لم يهتموا حتى بوضع اسماؤهم عليها،تلقى على مريديهم القليلين ربما اسبوعيا ،لغرض الوعظ .... فى فترة لم يكن موجود فيها بعد فكرة القداسة والقانونية لتلك الكتابات، فقام الكتبة وبكل اطمئنان باجراء ما راق لهم من تعديلات ... وكله من اجل ازدياد مجد الله ... احييكم

بعد عرض اقتراحتنا لمصدر ودوافع روايات القيامة ،الان نختم الكلام عن مصدر روايات الصلب و جدول صممته لعرض النص ومصدره الكتابى..(فقط مرقس) وسنرى الى اى مدى تاثر خيال الكاتب بافكار العهد القديم،وسرق منها لاتمام روايته... الى الحد انه لو حذفنا تلك التفاصيل من روايته..ستصبح شبه خاوية ....
اضغط على الصورتين للتكبير






هل عرفنا الان احد دوافع نظرية يسوع الاسطورى؟ تلك المهزلة الاقتباسية ،احد اعمدة تلك النظرية ،و لا تعارض بينها وبين مدرسة يسوع التاريخى،فى تلك الجزئية تحديدا ..... و من يقرا تلك الاقتباسات ويقول:
١- انها نبؤات،اذن اقول له ،اقرا الموضوع وستعرف انها لاتصلح...
٢- انها مصادفات ،اقول له اقرا مزمور ٢٢، من السذاجة اعتبار ذلك...
بل انها سرقة افكار،من كتبة فاقدين للمصداقية (لاسباب ذكرناها واسباب سنذكرها)....

الكلام عن الصلب والقيامة من جوانب اخرى مهمة ايضا لم ينته بعد...واتركه لحين عرضه فى موضوع اخر(قريبا جدا سابدء فيه)،مخصص للردود على محاولات تبريريه دفاعيه مسيحية عن القيامة،التناقضات،النبؤات خلاف نبؤات المسيا،وظاهرة العنف والاجرام فى الكتاب المقدس الخ الخ .....

تم عمل هذا الموقع بواسطة