نبؤات موت المسيح (٢)  ،خرفات وتدليس واضح على كذب قصة الصلب

نبؤات موت المسيح (٢)
اقتباسات مزمور ٢٢ ، احد اهم حالات السرقات الادبيه ؟ 

مازلنا مع اقتباسات مايسمى بنبؤات موت المسيح ،وننتقل الان الى المزامير واصحاح هام ،استهدفه بعض كتاب العهد الجديد بشكل كبير،الا وهو اصحاح ٢٢

تم الاقتباس من ذلك الاصحاح الصغير المكون من ٣١ ايه (لاجل ربطه بالصلب) ١١ مره !!


نفحص السياق ،والاقتباسات كذلك:


المزامير
اصحاح 22


الهي الهي لماذا تركتني.بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري.


اقتبس نفس العباره كاتب مرقس ومتى

متى 27: 46 ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: (اي: الهي الهي لماذا تركتني؟

مرقس 15 :34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: الهي الهي لماذا تركتني؟


نستمر مع النص


2 الهي في النهار ادعو فلا تستجيب في الليل ادعو فلا هدوء لي. 3 وانت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل 4 عليك اتكل اباؤنا.اتكلوا فنجيتهم. 5 اليك صرخوا فنجوا.عليك اتكلوا فلم يخزوا. 6 اما انا فدودة لا انسان.عار عند البشر ومحتقر الشعب. 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي.يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين 8 اتكل على الرب فلينجه.لينقذه لانه سر به.


اقتبس الكلام 

لوقا 23:35 وكان الشعب واقفين ينظرون والرؤساء ايضا معهم يسخرون به 

36 والجند ايضا استهزاوا به وهم ياتون ويقدمون له خلا.

و

مرقس 

15:20 وبعدما استهزاوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. 


43 قد اتكل على الله فلينقذه الان ان اراده! لانه قال: انا ابن الله!».

. 49 واما الباقون فقالوا: «اترك. لنرى هل ياتي ايليا يخلصه.


نستمر مع النص



9 لانك انت جذبتني من البطن.جعلتني مطمئنا على ثديي امي. 10 عليك القيت من الرحم.من بطن امي انت الهي. 11 لا تتباعد عني لان الضيق قريب.لانه لا معين 12 احاطت بي ثيران كثيرة.اقوياء باشان ( ارض شمال الاردن ) اكتنفتني. 13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر. 14 صَارَتْ قُوَّتِي كَالْمَاءِ، وَانْحَلَّتْ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ، وَذَابَ فِي دَاخِلِي. 15 جَفَّتْ نَضَارَتِي كَقِطْعَةِ الْفَخَّارِ، وَالْتَصَقَ لِسَانِي بِحَنَكِي. إِلَى تُرَابِ الأَرْضِ تَضَعُنِي. 16 أَحَاطَ بِي الأَدْنِيَاءُ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ طَوَّقَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. 17 صِرْتُ لِهُزَالِي أُحْصِي عِظَامِي، وَهُمْ يُرَاقِبُونَنِي وَيُحْدِقُونَ فِيَّ. .وهم ينظرون ويتفرسون في. 18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون 


اقتبسها 


متى 27:35 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها لكي يتم ما قيل بالنبي: «اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة».

مرقس 15:24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها: ماذا ياخذ كل واحد؟

لوقا 34 فقال يسوع: «يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون». واذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها.

يوحنا 19:24 فقال بعضهم لبعض:«لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون». ليتم الكتاب القائل:«اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي القوا قرعة». هذا فعله العسكر.


(سياتى الكلام عن ثقبوا يدى ورجلى)



نستمر مع النص


19 اما انت يا رب فلا تبعد.يا قوتي اسرع الى نصرتي. 20 انقذ من السيف نفسي.من يد الكلب وحيدتي. 21 خلصني من فم الاسد ومن قرون بقر الوحش استجب لي 22 ...........24 لانه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين ولم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه اليه استمع. 25...... 30 الذرية تتعبد له.يخبر عن الرب الجيل الاتي. 31 ياتون ويخبرون ببره شعبا سيولد بانه قد فعل ...



سياق الكلام كله ،يتحدث عن اوقات عصيبه وازمه نفسيه عاشها الكاتب بسبب تهديد اعداءه له ،الذى لو صح ان مؤلف الكلام كان داود, اذن داود هنا يصف من حاولوا يتامروا عليه من اعدائه لاجل ازاحته عن ملكه ،وكاى عمل ادبى شعرى عاطفى غنائى ،ستجد اساليب كالتشبيه والتخيل، والمسكنه ،التى تضطر صاحبها للمبالغه فى الوصف ...


اذن النص ببساطه مسكنه من كاتبه لربه، سنجد تشبيه الاعداء بالكلاب والاسود والثيران،مجازا .. وحالة الالم النفسي للكاتب التى اثرت على جسده،فصار نحيفا حتى يمكن احصاء عظامه،وصار قلبه ضعيفا كالشمعه وحدث شئ ليداه ورجلاه (سنوضحه فى مابعد)،ولضعفه استولى اعدائه على ثيابه (لو كان الكلام عن داود اذن يمكن ان يكون المعنى،اعدائه يريدون ثيابه الملكيه مجازا عن خلعه من منصبه وحل محله),،الغرض وفى النهايه ،انقذ الرب فعلا الكاتب من اعدائه،ولذلك سيخبر الجيل الاجيال التاليه بان الرب قد فعل ....

انها مجرد قصه ماضيه للغناء والتسليه...

سنعود مره اخرى للحكم عليها ،لكن بعد فحص نص محدد داخلها (ثقبوا يداى ورجلى)...


بخصوص نص المزامير ١٦:٢٢ ، تمت ترجمته كالاتى :


١- ثقبوا يدي و رجلي (العديد من التراجم )

2- "قلعوا يداي و رجلي " الإصدار القياسي الدولي

3- " عضوا يداي و رجلي مثل الأسد . الترجوم 

4- وهنت يداي و رجلي "النسخة القياسية المراجعة الحديثة"

5- قبحوا يداي و رجلي .6- ارهقوا يداي و رجلي 7-انكمشت يداى ورجلى...

8- لويت يداى ورجلى .9- مزقوا يداى ورجلى .10-. كوروا يداى ورجلى 11- حاصرونى كالاسد،مسكينه يداى ورجلى. 12- كالاسد عند قدمى ورجلى !!!


تراجم متنافره تثير التساؤل ،اى اصل هذا الذى ادى لتلك الفوضى الترجميه؟ 

مزمور ٢٢:١٦ مثله كمثل جميع النصوص ،يحتوى جدلا لغويا مسيحى يهودى . 

نقتبس كلام عن اسباب ذلك الجدل ،من صفحة مسيحيو الشرق ،مع تعليقاتى...


اقتباس:

من أهم النبوءات عن المسيح ، النبوءات المذكورة في مزمور 22 .. ومنها
“لانه قد احاطت بي الكــــلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يديّ ورجليّ.” (مز 22: 16)
وللأسف على الرغم من وضوح النبوءة ، و التي تشير و بقوة لصلب المسيح ، وثقب يديه بالمسامير … إلا أنها في التنخ tanakh اليهودي (العهد القديم) يترجمونها إلى
“مثل الأسد حول يديّ و رجليّ” بدلا من “ثقبوا يدي و رجلي” في العهد القديم المسيحي...

طبعا حضرة الكاتب يعلم انها لو كانت عباره واضحه قويه،لما احتاجت منه كتابة موضوع كامل ليدافع عنها ..



اقتباس:

فمن أين جاءت المشكلة ؟
في النسخة المسيحية כארו و تُنطق ( كآرو = k2aroo) caaru نهايتها واو vav (المعنى ثقبوا)
في النسخة اليهودية כארי وتُنطق ( كآري = k2aree) caari نهايتها ياء yod (المعنى أسد)
السبب في هذا الاختلاف هو أن معظم (وليس كل) المخطوطات المازورية اليهودية (والتي ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وما بعده) تكتبها כארי kaari … وهي هنا باللغة الأصلية العبرية وهي المصدر الذي يرجع إليه اليهود
وعند الترجمة الحرفية للعدد : "لأنه أحاطت بي كلاب ٬ جماعة أشرار احاطوا بي كأسد يدي و رجلي.
أما المسيحيون يرجعون إلى الترجمة السبعينية (ترجمة يونانية للأصل العبري)

1- من ناحية التركيب اللغوي
ظل نقاد التركيب النصي في حيرة لأن الترجمة اليهودية للنص حرفيا تقول: “مثل الأسد يدي ورجلي” وليس “مثل الأسد حول يدي ورجلي” فليس في النص أي حروف وصل أو جر … مما أثار المزيد من الشك أن الكلمة في أول الجملة هي فعل و ليس إسم .
عند الترجمة الحرفية للنص المازوري

يظهر النص كالآتي : لأنه أحاطت بي كلاب ٬ جماعة أشرار احاطوا بي كأسد يدي و رجلي.
فيكون : جماعة الأشرار كالأسد أحاطوا بي يدي و رجلي
لا معنى لهذا الكلام ٬ لأن لو الكلمة كانت كأسد ٬ لتطلبت كلمة يدي أن تُسبق بحرف جر مثل : أحاطوا بي كأسد بيدي و رجلي…
ولكن هذا الحرف غير موجود في العبرية ٬ لذلك نجد أن الجملة مفتقره إلى المعنى و التركيب اللغوي الصحيح إن صدقنا على كلمة كأسد .
فلنقرأ الآن إن كانت الترجمة الصحيحة ثقبوا ٬ فكيف ستكون الجملة ؟؟
"لأنه أحاطت بي كلاب ٬ جماعة أشرار احاطوا بي ثقبوا يدي و رجلي."
بإمكان أي قاريء بسيط الآن أن يقارن بين الترجمتين الحرفيتين ويقرر أيهما المفهومة ٬ و أيهما الصحيحة من التركيب اللغوي.

الكاتب المسيحى الذى اقتبسته يريد قول ,ان الجمله فى النسخه المازوريه اما ناقصه ( ولادليل على ذلك )،او حصل بها خطا من الناسخ ...للاجابه:

هناك اقتراحات من الباحثين لمايمكن ان يكون حدث مع تلك العباره

١- ان العبارة احتوت على فعل يشبه هجائه كلمة كالاسد، يليه كلمة كالاسد،ونظرا لوجود الاثنين متشابهين، فحذف الفعل ،الناسخون،وابقوا كلمة كالاسد.

٢-ان العبارة لا تحتوى على فعل ،وهناك العديد من الامثلة ان الشعر بالعبريه ،احيانا يذكر العباره بدون الفعل ،وضربوا مثلا من المزمور نفسه ...

الهي في النهار ادعو فلا تستجيب في الليل (ادعو) فلا هدوء لي

Psalm 22:2 "O my God, I cry out by day, and You do not answer,
and [I cry out] at night, but I have no rest


الفعل (ادعوا) بعد كلمة (الليل)،غير موجود فى الاصل،لكن المعنى يحتم وجوده...

يمكن ان يطبق نفس المعيار على النص

لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. كالاسد( أَحَاطَتْ) يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.:

"For dogs have surrounded me; a band of evildoers has encircled me; like a lion [they have encircled] my hands and my feet."



المشكله مع كلا الاقتراحان ،هو التساؤل،ماذا يفعل الاسد عند يدين وقدمين الانسان الضحيه؟ هل هذا تكتيك الاسد للهجوم على الضحيه ؟ يبدوا ان عبارة الاسد يحاصر يدى ورجلى ، غير مستساغه ..

٢- حجه اخرى يستخدمها مؤيدى قراءة (كالاسد )...ان كلمة اسد والتشبيه بها،شائعه فى العهد القديم،وان الكاتب استخدم العديد من اسماء الحيوانات فى نفس سياق الكلا م لغرض التشبيه المجازى*كالثيران الكلاب ،الاسد الخ

٣- حجه اخرى ,ان معظم الاف المخطوطات الاصليه تكتبها (كاسد)..

٤- حجه اخرى ،ان العباره لم يقتبسها كتبة العهد الجديد اثناء روايتهم للصلب،مما يجعلنا نفترض انهم لم يقرؤها فى النسخ المتاحه لهم بمعنى (ثقبوا)..

٥- حتى بعض الترجمات المسيحىه لا تترجم الكلمه بمعنى ثقبوا٢

كالنسخة القياسية جديدة منقحة
New Revised Standard Version
وغيرها الخ


جدل لانهائى بين الباحثين عن النص ، لكن بعد تاملى الطويل للنص اعتقد الاتى :

نقرا الاتى سويا:

12 احاطت بي ثيران كثيرة.اقوياء باشان اكتنفتني. 13 فتحوا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر.......
. 16 لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار طوقتنى.ثقبوا يدي ورجلي


١- بما ان التهديد المعرض له الكاتب مجازا من حيوانات ، الاسود والثيران والكلا ب ..... اذن نركز على مايمكن ان تفعله تلك الحيوانات بالانسان.

٢- قبل العباره(يداى ورجلى ) مباشرة هناك كلمة (الكلاب ) اذا اعتبرنا ان كلمة (kaari) لاتعنى اسد ،او ان قبل العباره (يداى ورجلى) مباشرة هناك كلمة (اسد ) اذا اعتبرنا ان كلمة (kaari) تعنى اسد .

بمعنى اخر وفى كلا الحالتين الكلاب او الاسود ،فعلوا شئ بيدين ورجلين الكاتب ، وكلا الحيوانين يستخدما الفم والاسنان لالحاق الضرر بالانسان ،و يذكر الكاتب قبل النص مباشرة فتحوا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر, واحاطة الكلاب له وبعده مباشرة يدعوا الرب ان ينجيه من بطش الكلاب وفم الاسد ..
my precious life from the power of the dogs.
Rescue me from the mouth of the lions;

اذن المشهد هو فعل، (العض) تم عض الكاتب فى يديه ورجليه سواء اعتبرنا الكلمه "كاسد" (والفعل بعدها محذوف للضروره الشعريه) ،فتم عضه من الاسود ...
او الكلاب احاطوا به و ثقبوا يديه ورجليه عن طريق العض ........
واصبح عاجز كليا ،لا يستطيع الدفاع عن نفسه بيداه ،ولا حتى يهرب منهم بالجرى
وبهذا لا اشكال فى كلا الحالتين .. واستقام المعنى مع القرائتين المختلفتين......


لماذا فعل ثقبوا دون عن الأفعال الأخرى و الكلمات الأخرى في الآيات (صَارَتْ قُوَّتِي كَالْمَاءِ، وَانْحَلَّتْ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ، وَذَابَ فِي دَاخِلِي, دودة , أسد , كلاب, وثيران, وغيرها...) أُخد على انه معنى حقيقي وليس مجازي في نص اخذ على طابعه المجاز ؟!

وعلى الجانب الاخر ماذا لو اعتبرنا ثقبوا ،معنى حقيقى. . 1-هل الثقب باسنان الحيوانات المفترسه ،تعنى صلب؟ 

٢- وان افترضنا ان النص يتكلم عن صلب ، اذن اما ان الكاتب تقبله بكل رضا وبصدر رحب ،او اعتبره شئ مرعب ،لم يخطر له على بال ،وولا يتقبله ولا يتحمله ،يحتم عليه الدعوات والمسكنه للرب لكى يرفعه عنه ..و طبعا كاتب المزمور ينطبق عليه الافتراض الثانى ...


السؤال هنا هل يعقل تطبيق ذلك المزمور على روايات الصلب ؟ وان طبقناه ،هل يصح اعتبار تلك المقارنه ١-نبؤات ٢-صالحه لدعم فكرة الهام كتبة العهد الجديد واثبات ان يسوع كان المسيا المنتظر؟


للاجابه عن السؤال الاول ... لا يعقل اعتبار ان تجربة الصلب بالنسبه ليسوع كانت شئ بغيض مفاجئ له وغير مقبول ،لانه علمها مسبقا وخطط لها،و جاء ووضعها هد فه الاساسي ... نقرا النصوص


متى ١٢:١٧ وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ


مرقس ٣١:٨ وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ.


لوقا ٢٢:٩ قَائِلاً:«إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».


أعمال الرسل ١٨:٣وَأَمَّا اللهُ فَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ بِهِ بِأَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ، أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ، قَدْ تَمَّمَهُ هكَذَا.



بل بلغت بيسوع الحماسة والاشتياق لتجربة الصلب ،حدا جعلته يدفع يهوذا ،لخيانته بسرعه اكبر ومن ثم الاسراع بمحاكمته و بصلبه

يوحنا ٢٧:١٣ فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ».

هل بعد ذلك التخطيط المحكم من جانب الاب والتنفيذ العبقرى من جانب الابن ،يعقل ادخال تلك العبارة النشاز ، التى أَيْ كاتب سيناريو دراما ،لايمكنه اقحامها فى نص ادبى ...

" إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي لماذا تباعدت عن خلاصى؟"


كاتب لوقا ،لاحظ نشاز وغباء اختيار العباره ،فتجنبها ،ووضع بدلا منها 

لوقا ٤٦:٢٣ وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.

ليس هذا فقط بل حذف جميع العبارات الشاذة مع سياق الدراما التى تصور انين وخوف يسوع من الصلب ...

يلفت نظرنا لذلك مقال للدكتور بارت ايرمان يقول: "

اقتباس:

هل شعر يسوع بانين عميق في وجه الموت، بيأس كبير حتى النهاية؟ أم أنه كان هادئا وواثقا في نفسه وإرادة الله؟ ذلك يعتمد على الإنجيل الذي تقرأه.
لقد غير كاتب لوقا نص مرقس (احد مصادره التى اخذ منها) بشكل ملحوظ. والعديد من هذه التغييرات كانت لتحقيق هدف واحد شامل: لوقا اراد القضاء على كل إشارة اوتلميح إلى تالم يسوع. فلم يعد الراوي يقول أن يسوع كان منهارا ومكتئبا خائفا . لم يعد يسوع يقول أنه حزين لاجل مصيره كميت. لم يعد يسقط على وجهه للصلاة بانين شديد (بدلا من ذلك يأخذ ركبتيه). فإنه يصلي مرة واحدة فقط، بدلا من ثلاث مرات، أن الله سوف يزيل مصيره منه......

نلاحظ وباستثناء عبارة وحيده فى انجيل لوقا تشير لانين يسوع "إِأَبِي نْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ....." ،تلك العبارة تاكد بمالايدع ادنى مجال للشك انها اضيفت لانجيل لوقا،ولم تكن موجوده فى المخطوطات القديمه منه ... سرد لوقا لتصرفات يسوع طوال الوقت ،هو الهدوء والسيطرة، وحتى النهاية. وهذا واضح ،و ناخذ الصلب نفسه كمثال. في انجيل مرقس يسوع التزم الصمت في الطريق إلى مكان صلب.وبدا وكانه كما لو كان في صدمة على لما يحدث له. انه لا يقول شيئا ،حتى عندما يجري صلبه بالمسامير.كل الاشخاص الموجودين حينئذ اهانوه وسخروا منه،و في النهاية يصرخ كلماته الوحيدة : "يا إلهي، إلهي، لماذا تخليت عني؟" ،لوقا قام بتعديل هذا كله ،و قام بتعديل صورة يسوع الصامت المذهول لصورة اخرى
قد غير لوقا المشهد بأكمله. في نسخة لوقا، يسوع ليس صامتا في طريقه إلى الصليب، كما لو كان في حالة صدمة ويأس. بدلا من ذلك، يروى ان بعض النساء يبكيين من جانب الطريق، وهو في طريقه إلى الصلب، وقال لهم لا تبكوا على حالى ولكن على حالكم، لما سوف يصيبهم في وقت لاحق. هو أكثر قلقا بشأنهم من نفسه. وعندما يكون مسمرا على الصليب فلم يكن صامتا يائسا. ولكن يصلي، ليسامحهم الأب، لأنهم لا يعرفون ما يفعلونه. انه لا يشعر لحظه بتخلى الله عنه ،بل هو في تناغم كامل مع الله.

حتى في رواية لوقا ليس كل من المجرمين المصلوبين مع يسوع سخروا منه، ولكن واحد فقط منهم. والآخر يخبره أن يمسك لسانه، ويطلب من يسوع أن يتذكره عندما يأتي إلى مملكته (على النقيض من كلام كاتب مرقس). يسوع يقول له أنه في ذلك اليوم سوف يستيقظ مع يسوع في الجنه . يسوع يعرف ما يحدث له، و يعرف لماذا يحدث له ذلك، بل يعرف ما سيحدث له بعد أن يحدث له: انه سيكون قريبا في الجنة. وأخيرا، بدلا من الانهيار و البكاء "لماذا تخلى عنه الرب،" * بدلا من ذلك *يشكر الرب، في يديك أستودع روحي". ويموت.

للاجابه عن السؤال الثانى،هل يصح ،اعتبار الفقرات المقتبسه من مزمور ٢٢ نبؤات ؟ الاجابه لا يمكن..

١- العبارات ،كلها بصيغة الماضى ،وجميعها مكتوبه بلغه مجازية للشعر والغناء ،ولايوجد فيها من قريب او بعيد لغة توقعيه تنبؤيه.

٢- الاهم حتى،لو كانت لغه حرفيه تنبؤيه ،تظل مشكلة التنبؤى "الحصرى" ،الذى هو امر حتمى لقبول النبؤه من اى شخص عقلانى،يحترم ذكاؤه .... هل الاحداث المذكوره ،تقع فقط حصريه على شخص بعينه،او بمعنى اخر،هل يسوع الوحيد من له اعداء؟ الوحيد الذى صلب وعانى؟ الوحيد الذى سخر منه اعدائه واقترعوا على ثيابه ؟ الاجابه لا.... هناك ملايين مؤهلين للمواصفات ...


ونجاوب على التساؤل الثالث: هل لو حتى اعتبرنا انها نبؤات وتحققت ،هل تكون صالحه لدعم فكرة واثبات ان يسوع كان المسيا المنتظر؟ الاجابة لا .... بما ان الشخص المنبئ بصلبه ،غير محدد من هو, اذن ممكن الادعاء بان يسوع كان نبيا او كاهنا الخ وتم قتله كما تم قتل انبياء قبله وليس بالضروره المسيا المنتظر ،ولما لا؟!!

يتبع ... دمتم بخير


يو حنا واقتباساته للصلب ؟


وفي عطشي يسقونني خلا

اثناء روايته للصلب ،يقول :



يوحنا ١٩: ٢٨ فلكي يتم الكتاب قال:«انا عطشان». وكان اناء موضوعا مملوا خلا، فملاوا اسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا وقدموها الى فمه.

هنا هو يقتبس من المزامير ( ٦٩-٢١ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا) ،نقرا السياق،المعتدى عليه كالعاده :


٢خلصني يا الله لان المياه قد دخلت الى نفسي. 2 غرقت في حماة عميقة وليس مقر.دخلت الى اعماق المياه والسيل غمرني. 3 تعبت من صراخي.يبس حلقي.كلت عيناي من انتظار الهي. 4 اكثر من شعر راسي الذين يبغضونني بلا سبب.اعتز مستهلكي اعدائي ظلما.حينئذ رددت الذي لم اخطفه 5 يا الله انت عرفت حماقتي وذنوبي عنك لم تخف. 6 لا يخز بي منتظروك يا سيد رب الجنود.لا يخجل بي ملتمسوك يا اله اسرائيل. 7 ................ 14 نجني من الطين فلا اغرق نجني من مبغضي ومن اعماق المياه. 15 لا يغمرني سيل المياه ولا يبتلعني العمق ولا تطبق الهاوية علي فاها. 16.......... 17 ولا تحجب وجهك عن عبدك.لان لي ضيقا.استجب لي سريعا. 18 .......19 انت عرفت عاري وخزيي وخجلي.قدامك جميع مضايقي. 20 العار قد كسر قلبي فمرضت.انتظرت رقة فلم تكن ومعزين فلم اجد 21 ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا....


اذا تغاضينا عن كونه شعر مجازى ،وماضى .... نسال هل يعقل ان الله لا يخفى عنه عار 

و حماقات وذنوب يسوع (الذى هو بدون خطيه ؟!)....


........................................


اقتباس اخر من المزامير : (٣٤-٢٠ عظم لا يكسر منه)


يستمر كاتب يوحنا اقتباساته:


واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه، لانهم راوه قد مات. 34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء. 35 والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. 36 لان هذا كان ليتم الكتاب القائل:«عظم لا يكسر منه»


سياق الاقتباس فى المزامير ٣٤

15 عينا الرب نحو الصديقين واذناه الى صراخهم. 16 وجه الرب ضد عاملي الشر ليقطع من الارض ذكرهم. 17 اولئك صرخوا والرب سمع ومن كل شدائدهم انقذهم. 18 قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح. 19 كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب. 20 يحفظ جميع عظامه.واحد منها لا ينكسر. 21 الشر يميت الشرير ومبغضو الصديق يعاقبون. 22 الرب فادي نفوس عبيده وكل من اتكل عليه لا يعاقب.


هل اللغه تنبؤيه حصريه لشخص واحد قديس متدين؟ الاجابه لا....

بل مجرد مقوله يعتبرها الكاتب وجميع الربوبيون كقاعده : (من يتق الله يجعل له مخرجا ) ...

المثير للسخريه، هوطبقا ليوحنا تم حفظ عظام القديس وترك باقى الجسد للضرب والتشويه والطعن ثم الموت صلبا !....


.............................................


يستمر كاتب يوحنا اقتباساته:


وايضا يقول كتاب اخر:يوحنا ٢٩-٣٧«سينظرون الى الذي طعنوه».



الكاتب يقتبس من سفر زكريا ١٢-١٠ 1 وحي كلام الرب على اسرائيل.يقول الرب ..... 2 هانذا اجعل اورشليم كاس ترنح لجميع الشعوب حولها وايضا على يهوذا تكون في حصار اورشليم. 3 ويكون في ذلك اليوم اني اجعل اورشليم حجرا مشوالا لجميع الشعوب وكل الذين يشيلونه ينشقون شقا.ويجتمع عليها كل امم الارض. 4 ......وافتح عيني على بيت يهوذا واضرب كل خيل الشعوب بالعمى. 5 فتقول امراء يهوذا في قلبهم ان سكان اورشليم قوة لي برب الجنود الههم. 6 في ذلك اليوم اجعل امراء يهوذا كمصباح نار بين الحطب وكمشعل نار بين الحزم فياكلون كل الشعوب حولهم عن اليمين وعن اليسار فتثبت اورشليم ايضا في مكانها باورشليم. 7 ويخلص الرب خيام يهوذا اولا لكيلا يتعاظم افتخار بيت داود وافتخار سكان اورشليم على يهوذا. 8 ....... 9 ويكون في ذلك اليوم اني التمس هلاك كل الامم الاتين على اورشليم 10 وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره. 11 في ذلك اليوم يعظم النوح في اورشليم كنوح هدد رمون في بقعة مجدون. 12 وتنوح الارض عشائر عشائر على حدتها عشيرة بيت داود على حدتها ونساؤهم على حدتهن.عشيرة بيت ناثان على حدتها ونساؤهم على حدتهن. 13 عشيرة بيت لاوي على حدتها ونساؤهم على حدتهن.عشيرة شمعي على حدتها ونساؤهم على حدتهن. 14 كل العشائر الباقية عشيرة عشيرة على حدتها ونساؤهم على حدتهن.



هل اى شئ من ما تحته سطر سابقا،حدث فى عهد يسوع؟ حتى لو نزعنا الفقرة عن سياقها ،يظل المطعون (اشخاص) ،نتيجة عمل حربى ،وضحايا معركه مع الأُمَمِ الذين حاولوا مهاجمة اورشليم،طبقا للنص...

كاتب سفر الرؤيا حاول الوضع فى الاعتبار السياق نوعا ما وادعى ان جزئية من النبؤه لم تتحقق ،لكن سياتى يوم قريب وستتحقق. 

رؤيا يوحنا1:7 هوذا ياتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الارض.

المشكلة مع ادعاء كاتب الرؤيا ..١- الطعن كماذكرنا خلال عمل حربى وليس عقابا لمجرم مصلوب. ٢- حتى المجئ الثانى اتضح انه نبؤه كاذبه بامتياز..


بقى تلميح لاقتباس واحد واخير فى انجيل يوحنا،وهو:

فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء اولا الى القبر، وراى فامن، 9 لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: انه ينبغي ان يقوم من الاموات.


يكرر التلميح كاتب لوقا :

18:31 واخذ الاثني عشر وقال لهم: «ها نحن صاعدون الى اورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان 32 لانه يسلم الى الامم ويستهزا به ويشتم ويتفل عليه 33 ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم.


نفس التلميح على لسان بولس : رسالة بولس الاولى الى كورنثوس 

اصحاح 15:3 فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. 4 وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.


شئ غريب ،هولاء ،لم يوضحوا بالضبط اين تنبئ العهد القديم بقيامة المسيا من الموت بعد ٣ ايام .... 


كاتب اعمال الرسل ادعى ان بطرس ،اقتبس نبؤة عن قيامة المسيح ،فيقول:

سفر اعمال الرسل 13 :33 ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم، اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني: انت ابني انا اليوم ولدتك. 34 انه اقامه من الاموات، غير عتيد ان يعود ايضا الى فساد،... 35 ولذلك قال ايضا في مزمور اخر:لن تدع قدوسك يرى فسادا. 36 لان داود بعد ما خدم جيله بمشورة الله، رقد وانضم الى ابائه، وراى فسادا. 37 واما الذي اقامه الله فلم ير فسادا.

اقتباسات وروايات الصلب
، احداث الهمت الاقتباسات ؟ ،ام اقتباسات فبركت الاحداث ؟


? Prophecy Historicized or History Scripturalized

الان ننتقل لبعد اخر من ابعاد مشكلة الصلب والقيامة ....كلنا نعلم ان نقاد كتاب العهد الجديد ،لهم اجتهادان من ناحية علاقة التاريخ بحياة يسوع ... الاجتهاد الاول وهو اجماع الباحثين حتى الان،ان هناك امور يرويها العهد الجديد ،لا مانع فى اعتبارها حدثت تاريخيا،كميلاد يسوع وصلبه ،ماعدا ذلك من تفاصيل، قد يكون حدث،والبعض الاخر بالتاكيد اكاذيب غير تاريخية،كالمعجزات والقيامه .

البعض الاخر يستبعد ان اى شئ فى قصة يسوع له اصل تاريخى ،لضعف الادله او انعدامها ،وتشابه القصة مع قصص الاساطير،وايضا استعمال الكتبة مفردات ونصوص من العهد القديم بشكل مكثف، تؤكد بلاشك وجود عمليات سرقه ادبيه .....

مايهمنا حاليا،هو علاقة ماذكرناه بنبؤات الصلب والقيامة .... هل اوحى العهد القديم باحداث الصلب (التى حدثت تاريخيا) والقيامة ام بقصة الصلب والقيامة (التى لم تحدث تاريخا)؟

او بعبارة الزميل العزيز (جالو)، هل كتبة العهد الجديد أخذوا بتفتيش العهد القديم نص نص و كلمة كلمة باحثين عن اي شيء او اي تشابه نصي مع احداث صلب المسيح (باعتبارها حدثت فعلا بجميع تفاصيلها) ؟ ،ام لم يحدث صلب اطلاقا،والقصة جميعها سرقة ادبية من العهد القديم؟ ام انه حدث فقط صلب والتفاصيل المضافة اليه فبركه مبنية على سرقة ادبية من نصوص العهد القديم ؟


جميع النقاد بلااستثناء يعلمون ان احداث الصلب والقيامة بها اكاذيب،وغير تاريخية،لكن الخلاف هو مدى تلك الاكاذيب،وعلاقة ذلك باقتباسات الكتبة من العهد القديم اثناء روايات الصلب...

معظم الباحثون لنظرية( يسوع التاريخى)،يرجحون ان معظم تفاصيل رواية الصلب ،غير تاريخية،لكنها مبنية على سرقة ادبية من العهد القديم(خاصة مزمور ٢٢)،منهم برفوسور رودولف بلتمان Rudolf bultman(مسيحى بروتستانى على فكره)،فى كتابه (تاريخ التراث فى الاناجيل الثلاثه) ،ايضا برفيسور،Wilhelm Bousset عالم العهد الجديد، ايضا برفيسور John Dominic Crossan .. وغيرهم الكثير يشكلون الاجماع فى تلك المسالة......


يعتقدون ان جميع التفاصيل المحكية اثناء رواية الصلب،والمبنية على اقتباسات من العهد القديم،هى فبركة واضافات،وسرقة ادبية من العهد القديم ...

الان نجمع تلك الاقتباسات جميعا،فى قلب روايه واحده من الاناجيل الاربعة

ونرى ماذا سيبدوا لنا:


""فمضى به العسكر الى داخل الدار التي هي دار الولاية وجمعوا كل الكتيبة. 17 والبسوه ارجوانا وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه عليه 18 وابتداوا يسلمون عليه قائلين: «السلام يا ملك اليهود!» 19 وكانوا يضربونه على راسه بقصبة ويبصقون عليه ثم يسجدون له جاثين على ركبهم. 20 وبعدما استهزاوا به (المزامير ٢٢:٧) نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. 21 فسخروا رجلا مجتازا كان اتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه. 22 وجاءوا به الى موضع «جلجثة» الذي تفسيره موضع «جمجمة». 23قال:«انا عطشان». وكان اناء موضوعا مملوا خلا، فملاوا اسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا وقدموها الى فمه. (المزامير: ٦٩-٢١).24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها: ماذا ياخذ كل واحد؟ 25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه. 26 وكان عنوان علته مكتوبا «ملك اليهود». 27 وصلبوا معه لصين واحدا عن يمينه واخر عن يساره. 28 29 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: «اه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام! 30 خلص نفسك وانزل عن الصليب!» 31 وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قالوا: «خلص اخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها. 32 لينزل الان المسيح ملك اسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن». قد اتكل على الله فلينقذه الان ان اراده! لانه قال: انا ابن الله!» (الحكمة ٢:١٣). 44 وبذلك ايضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه.33 ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة( عاموس ٨-٩). 34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: الهي الهي لماذا تركتني؟ (المزامير ٢٢:١) 35 فقال قوم من الحاضرين لما سمعوا: «هوذا ينادي ايليا». 36 فركض واحد وملا اسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلا: «اتركوا. لنر هل ياتي ايليا لينزله!»37ونادى يسوع بصوت عظيم: «يا ابتاه في يديك استودع روحي». ولما قال هذا اسلم الروح. واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه، لانهم راوه قد مات(المزامير ٣٤-٢٠).لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة زكريا ١٢-١٠ .""



كل ماسبق ،بالخط الاحمر ،هو اقتباسات واستخدام لنصوص من العهد القديم داخل الروايه، اى ان روايات الصلب معظمها كلام من العهد القديم،وهذا يدعوا للتساؤل ما مدى علاقة هذا بذلك... 


سخرية الجميع من يسوع،عطشه واعطائه خل،اقتسام ثيابه،صراخه الهى لماذاتركتنى .... 

هل تلك التفاصيل حدثت فعلا وبحثوا عن نصوص تشابهها،ام لم تحدث ،وكلمات العهد القديم اوحت لهم باضافتها فى قصتهم الماساوية؟


هناك اجماع من النقاد (حتى من علماء مدرسة يسوع التاريخى)على انها لم تحدث تاريخيا,وانهم فقط علموا الخبر بالصلب بدون تفاصيل،او علموه بتفاصيل مختلفة عن ماكتبوه ،ولكن اردوا اقحام تلك التفاصيل(المستخرج اغلبها من مزمور ٢٢ ) بهدف الايحاء الى القارئ بان داود مع انه كان ملكا فانه تعرض للسخرية والاهانة والعطش وشرب الخل،واقتسام اعدائه لثيابه ،كذلك يسوع ،ومن ثم فلا يمنع كون يسوع ملكا خليفة داود ان يتعرض للصلب .... 


انا شخصيا ،ارجح راى اجماع العلماء لاسباب :

١- نركز على الاقتباسات التالية تحديدا :جميعها من مزمور ٢٢

جَمِيعُ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي، يَفْتَحُونَ شِفَاهَهُمْ عَلَيَّ بِالْبَاطِلِ

سَلَّمَ إِلَى الرَّبِّ أَمْرَهُ، فَلْيُنْجِدْهُ. لِيُنْقِذْهُ مَادَامَ قَدْ سُرَّ بِهِ.

يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.

إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟


اولا : لا مانع تاريخيا من ان يقترع ثياب يسوع الجنود ،لانه ثابت ان كانت هناك عادة رومانية ،بان يقوموا بتعرية المجرمين من ملابسهم،وان يعطوها لمن يقوم باعدامهم ... ايضا الرومان كانوا مولعين بالنرد ولعبة الاقتراع،فلا مانع من انهم اقترعوا على الثياب (وهذا فى حد ذاته ينفى تماما ان هذا وصف حصرى على اى احد).... 

كذلك الاستهزاء والصراخ من يسوع .... لكن وجود كل تلك العبارات المقتبسة فى مزمور واحد قصير ،لا يستساغ اعتبار ذلك من باب المصادفة ،بل الاحرى من باب السرقة الادبية (ذكرنا الدافع الممكن لهذا).


ثانيا: عبارة "ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة " اى ظلمه ٣ ساعات فى الظهر .... تشابه

عاموس ٨-٩ وَيَقُولُ الرَّبُّ: فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَجْعَلُ الشَّمْسَ تَغْرُبُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ، وَأَغْمُرُ الأَرْضَ بِالظُّلْمَةِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ. والرقم ٣ ليس سرا

الخروج ١٠:٢٢فكان ظلام دامس في كل ارض مصر ثلاثة ايام..

الرقم ٣ طبعا رقمهم المفضل ، ونذكر عبارات :


٣ ايام و٣ ليالى

،ويسوع ولصين =٣ 

، «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه»

.لو 2: 46وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا 

،ويقول له: يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة

,لو 13: 21يشبه خميرة اخذتها امراة وخباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع

,اع 9: 9وكان ثلاثة ايام لا يبصر، فلم ياكل ولم يشرب

.اع 10: 19وبينما بطرس متفكر في الرؤيا، قال له الروح:«هوذا ثلاثة رجال يطلبونك... الخ الخ الخ الخ

الرقم ثلاثة له وضع خاص ،لذلك استعملوه بافراط اكثر من اى رقم اخر ... فالساعات والايام والشهور يفضل ان تكون ثلاثة ،اكثر من اى رقم اخر ، باختصار الظلمة ٣ ساعات لها بالاحرى خلفية كتابية (عاموس والخروج) ،وليس حدث تاريخى..


تبقى ملحوظة ، ولاتندهشوا ، يظل احتمال (كتابة اكاذيب و صاحبها يعتبرها حقائق) وارد ،حتى بعد ماعرضناه !! لكن كيف؟ و تلك رؤية شخصية لى وتخمين :يحتمل ان اضافة تلك المقاطع الكتابيه ،تم بحسن نيه(هبل نوعا ما)،بمعنى اخر، لم يعلم الكتبه الا ان الصلب حدث وبدون اى تفاصيل،ثم بعد قرائتهم للمزمور ،اعتقدوا ان تلك الفقرات هى ماحدث بالفعل اثناء الصلب ،ومن ثم اضافوها ،واعتبروها حقائق لم يروها،لكن كلمة الرب اشارت اليها،ولايحتاجون ان يكونوا شهود عيان للتاكد منها...


الخلاصة عرضنا مشكلة علاقة اقتباسات الصلب بالرواية ذاتها،وهى علاقة وطيده ،وهى احد نقاط اتفاق مدرستى يسوع التاريخى ومدرسة يسوع الاسطورى ...

وفى النهاية ياكتبة العهد الجديد ، من حسن الحظ ،ان تركتم لنا تلك الاقتباسات فباقتباستكم تلك،نحن الان نعلم ان دعوى الهامكم،دعوى باطلة جملة وتفصيلا(لسوء استخدام نصوص العهد القديم)،




تم عمل هذا الموقع بواسطة