نستكمل رحلتنا مع الخيال الجامح والتاويلات الساذجة لكتبة العهد الجديد .. ..........................

نعود لنستكمل رحلتنا مع الخيال الجامح والتاويلات الساذجة لكتبة العهد الجديد .. ..........................


متى ٢-١٥ من مصر دعوت ابنى 


اقتباس من صفحة اللاهوت الدفاعى: 

اقتباس:

هل لفق متى النبوات لتنطبق على يسوع ؟ وماذا كان يقصد متى بالاشارة ليسوع فى نبوة هوشع ..نقرا فى سفر هوشع ” وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي ” ونقرا فى انجيل متى “وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني ” ولكنا بقراءة النصف الاول فى نبوة هوشع نجد ان الكلام هنا عن اسرائيل وليس عن المسيا فالنصف الاول من النبوة يقول ” لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي ” وهى فى الحقيقة ليست نبوة من الاساس لكنه يتكلم عن حدث تاريخى فى اسرائيل هو خروجهم من مصر ودعا هنا اسرائيل بالابن الذى دعاه الرب من مصر

اقتباس:

لكن دعونا الاول نعرف معلومة بديهية ان القديس متى كتب انجيله فى الاساس بالعبرانية وبالاخص لليهود الذين امنوا بالمسيح فاغلبهم يعرفون الكتب المقدسة عن ظهر قلب ويعرفون بداية النص فى نبوة هوشع واقتباس جزءا من عدد فى الكتاب المقدس هى كانت ممارسة يومية لليهود فمنطقيا القديس متى يعرف جيدا ان العبارة فى صيغتها المباشرة اشارة لاسرائيل وليس لشخص المسيا لكن هنا اخرج النص من سياقه التاريخى فى اشارته لكنيسة العهد القديم ” الابن المحلى او القومى ليهوه ” الى ” الابن الحقيقى لاله اسرائيل ” المسيا لان كلاهما دعيوا من مصر فى طفولتهما .....وقبل ان نبدا لابد وان نفرق بين مصطلحين بين الشرح exegesis والتفسير herminia اذ ان الشرح يرتبط بفهم النص كما كتب بينما التفسير هو نقل هذا النص القديم الى الواقع اليومى المختلف جذريا عن وقت كتابة النص وتلك العملية يجب ان تتم دونما تغيير جوهرى فى مفهوم النص وبوعى كامل من جانب القرائ المعاصر للنص القديم وكل تبعاته..... لكنا بداية دعونا نزيد ان اقتباس جزاءا من النص ليس ابتداعا من القديس متى لكنها كان عرفا يهوديا فى الكتابات اليهودية ومتى كيهودى كان معتادا على هذا الامر..غاية العهد القديم كله وهو المسيا فكل من قصة كل من اسرائيل ودعوتها من مصر ك ” ابنى ” وقصة يسوع تحوى تشابهات جوهرية فيما هو معروف ب typological correspondence وهو تشابهات جوهرية بين حدثين فبيعتبروا فى ارتباط وبيكونوا استمرارية كبيرة وفى هذة الحالة تحديدا يطلق عليها messianic typology
فالحدث الاقدم انذر او توقع ما سيحدث فيما بعد الذى اصبح نوعا من الادراك او الاكمال لسابقه ” الحدث الاقدم “

١- اتفق تماما ان كاتب متى ،لم يكن يعتقد ان مايفعله هو تضليل للقارئ،او انه مارس فعلا لم يكن موجودا فى الكتابات اليهودية المعاصرة له،او حتى قبل او بعد فترة كتابة العهد الجديد،بل هناك كثيرون ممن قاموا بتاويل النصوص،واعطوها معانى لم يقصدها كتابها الاصليون. من يدافع عن متى هنا من ناحيتين ... ١- ان كاتب متى قد مارس ما قد مارسه معاصروه من اليهود من اقتباسات جزئيه،واحالتها لمعنى خارج سياقها الزمنى.....

وهنا نساله،هل عدم الامانة تصبح امانة اذا مارسها بعض او جميع الافراد؟ هل تقليد كاتب متى لاخطاء المؤولين اليهود،يجعلنا اعتبار خطاه واخطاؤهم صوابا؟ هل خطا + خطا = صوابا ؟ 


٢- يعتبر ان هناك نقط تشابه بين حدث خروج اليهود من مصر وحدث ذهاب يسوع لمصر؟ 

اولا: الكاتب يفترض تاريخية حدث هروب الطفل يسوع ومريم العذراء ويوسف النجار من بيت لحم إلى مصر،بالرغم من انفراد كاتب متى بذلك بالادعاء وغيره من الادعائات التى تفرد بها ،كقتل جميع أطفال بيت لحم،قيامة القديسون الخ وهى قصص يعتبرها المؤرخون مصطنعة وغير غير تاريخية .. 

ثانيا: على فرض تاريخية الواقعة ،هل هناك عاقل يحترم ذكائه يمكنه ان يعتبر تشابه حدثين ،مبرر لجعل الحدث الاول كنبؤة للحدث الثانى؟

وماذا عن الاحداث الغير متشابهة لاسرائيل ؟ مثلا هل يستطيع كاتب متى ،جعل افعال اسرائيل نموذجا يلقى ظلاله على افعال المسيح؟ هل يصح مثلا القاء ظلال باقى النص على المسيح؟!! "لما كان إسرائيل غلاما أحببته ومن مصر دعوت ابني. كل ما دعوهم ذهبوا من أمامهم يذبحون للبعليم ويبخّرون للتماثيل المنحوتة.

هل عبد المسيح الاصنام؟

لذلك سترى تعليقات من ذلك النوع .. اقتباس من منتديات الكنيسة

اقتباس:

شرح وتفسير الآية انها نبؤة عن المسيح ، تم بتفسير الروح القدس وليس تفسيرا بشريا ليس لنا ان نشترط على الله كيف تكون النبؤة ، ولكننا نقبل ما يقوله الله في الكتاب المقدس بخشوع واتضاع. فاذا قال الوحي المقدس ان ( من مصر دعوت ابني ) الذي فهمها البعض على انها اشارة لخروج اسرائيل كالابن البكر من ارض مصر ، كانت نبؤة عن خروج المسيح من ارض مصر كونه (الابن البكر الوحيد لله ). مرة اخيرة ، نحن لا نفسّر النبؤات ولكن تفسيرها تم بوحي الروح القدس في الكتاب المقدس .

وذلك يتطابق مع العبارة المسيحية الحمقاء "امن ثم افهم بعدها"... ،او بعبارة اخرى،وطبقا لذلك المنطق المعوج، كلام كاتب متى ويسوع هم الذين يعطون معنى وشرعية لكلام العهد القديم ،وليس العكس المنطقى (كلام العهد القديم هو الذى يعطى معنى وشرعية ليسوع)..


وذلك يذكرنى بحوار دار بينى وبين احد المبشرون المسيحيون منذ سنوات بخصوص تلك النبؤة المزعومة،عندما قلت له،مارايك اذا اتبعت خطى كاتب متى وقلت الاتى:"فلان قام بشق بطن الحامل فلانه فى عملية قيصرية،لكي يتم ما قيل بهوشع النبي القائل: "والحوامل وتشق" " 

وذلك دليلا على تنبؤا العهد القديم بالولادة القيصرية !!

ولكن اذا روجع النص فى سياقه ،سيوبخنى من يستمع لى ،فالنص يقول:

(سفر هوشع 13: 16) تجازى السامرة لأنها قد تمردت على إلهها. بالسيف يسقطون. تحطم أطفالهم، والحوامل تشق.

وقلت له :هل تعلم ان كلامى افضل قليلا من كلام كاتب متى؟! نعم.. فانا قمت بمقارنة حدث لا دليل عليه الا كلام سفر هوشع "شق حوامل السامرة"،بكلام له دليل "العمليات القيصرية"،فى حين كلام متى،مقارنة بين حدثين لادليل تاريخى عليهما اطلاقا ،سواء خروج اليهود من مصر،او خروج يسوع من مصر...


.........................................


نبؤة ميلاد المسيح فى بيت لحم:


متى ٢فجمع كل رؤساء الكهنة و كتبة الشعب و سالهم اين يولد المسيح5 فقالوا له في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي 6 و انت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل..


وهى اقتباس من : سفر ميخا 2 أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّام الأَزَلِ.3 لِذَلِكَ يُسَلِّمُهُمْ إِلَى حِينَمَا تَكُونُ قَدْ وَلَدَتْ وَالِدَةٌ ثُمَّ تَرْجِعُ بَقِيَّةُ إِخْوَتِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4 وَيَقِفُ وَيَرْعَى بِقُدْرَةِ الرَّبِّ بِعَظَمَةِ اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَيَثْبُتُونَ. لأَنَّهُ الآنَ يَتَعَظَّمُ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 5 وَيَكُونُ هَذَا سَلاَماً. إِذَا دَخَلَ أَشُّورُ فِي أَرْضِنَا وَإِذَا دَاسَ فِي قُصُورِنَا نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةً مِنْ أُمَرَاءِ النَّاسِ.6 فَيَرْعُونَ أَرْضَ أَشُّورَ بِـالسَّيْفِ وَأَرْضَ نِمْرُودَ فِي أَبْوَابِهَا فَيَنْفُذُ مِنْ أَشُّورَ إِذَا دَخَلَ أَرْضَنَا وَإِذَا دَاسَ تُخُومَنَا.

يقول القمص بسيط عبد المسيح :

اقتباس:

وكان علماء اليهود يعرفون جيدًا أنَّ هذه النبوّة تخصّ المسيح الآتي وأشاروا إلي هذه الحقيقة عندما سألهم هيرودس الملك " أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟. فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. " (مت2/4-6)

ليس صحيحا،فهناك من اليهود من اعتبر الكلام عن شخص اخر ،اوعائلة وليس فردا واحدا.... على اى حال ،لن نختلف على ان كاتب متى وغيره من المعاصرون اليهود،اعتبروها نبؤة للمسيا المنتظر....لكن المشكلة الاساسية مع ذلك النص،حتى لو افترضنا انه يتكلم عن المسيا،فانه لايتكلم عن المستقبل البعيد ،بل عن حدث معاصر..النص يتحدث عن شخص ياتى من سلالة من بيت لحم لينقذهم من الاشوريين الذين اندثروا و لا وجود لهم ايام يسوع بل يوجد رومان بدلا منهم الذين حكموا يهوذا فى فترة عمر يسوع و حتى لو كان كاتب سفر ميخا يقصد الرومان فان يسوع لم يخلص اليهود منهم ايضا...


لذلك حتى لو لوينا النص وجعلناه ينطبق على المستقبل،وحتى لو سلمنا بتاريخية ادعاء كاتب متى مولد يسوع فى بيت لحم، تظل المشكلة التى تضرب مصداقية ذلك الكاتب،الا وهى ..اذا سالنا المسيحيون ماذا حقق يسوع من نص ميخا؟ سيقولون انه تمت ولادته فى بيت لحم،وباقى النص سيحققه فى مجيئه الثانى... وهذا افضل مايقدمونه .. اى ان يسوع كاتب متى،اختار تحقيق الشطر التافه(الذى لا نملك حتى دليل عليه سوى ادعاء متى المشهور بالكذب)،الذى ينطبق على الوف مؤلفة ولدوا فى بيت لحم،وترك الجانب الاهم من النص بدون تحقيق؟!!

..................


ابعاد اخرى لمشكلات النص: يقول دكتور بارت ايرمان فى كتابه" يسوع نبى نهاية الايام فى الألفية الجديدة"..

اقتباس:

المسيحيون الذين يعتقدون أن يسوع حقق نبؤات العهد القديم،يبنون ذلك المعتقد على ما تقول الأناجيل عن حياة يسوع:بانه ولد في بيت لحم. كانت والدته عذراء. وشفي العديد من الناس. وقد رفضه شعبه. وكان صامتا في محاكمته. وهلم جرا - هناك الكثير من تلك "الحقائق" عن حياة يسوع، . ولكن كيف نعرف أن تلك هى حقائق عن حياة يسوع؟
الطريقة الوحيدة لنعرف ذلك، لأن الكتبة يدعون أن تلك هي حقائق. ولكن هل هى فعلا حقائق؟ كيف نعلم أن يسوع ولد فعلا في بيت لحم؟ أن والدته كانت في الواقع عذراء؟ أنه كان في الواقع صامتا في محاكمته؟ وهلم جرا؟. لكن سنرى بوضوح ان مؤلفي الأناجيل كانوا متأثرون هم انفسهم عندما صاغوا قصصهم عن يسوع ،عن طريق مقاطع الكتاب المقدس التي أقتبسوها لتكون تنبؤات مسيانية، وقد رووا قصصهم في ضوء تلك المقاطع....
لناخذ ولادة يسوع في بيت لحم كمثال . صحيح أن كلا من متى ولوقا يقولان إن يسوع ولد في تلك القرية الصغيرة. لكن مرقس ويوحنا لا يفترضا أن هذا صحيح، بل اعتقدوا إنه جاء من الجليل، من قرية الناصرة. وعلاوة على ذلك، متى ولوقا *اوصلوا فكرة * ان يسوع ولد في بيت لحم بطرق مختلفة جذريا ومتناقضة، بحيث ارادوا جعله ينتمى لبيت لحم، على الرغم من انه يأتي من الناصرة. لكن لماذا تناقضوا فى طريق الوصول لتلك المسألة؟
يكاد يكون من المؤكد أن كلاهما اراد أن يكون قادرا على الادعاء بأن ولادته كانت في بيت لحم، على الرغم من أن كلا منهما يعرف حقيقة أنه لم يأت من بيت لحم، ولكن من الناصرة.
لماذا ارادوا (كلا بطريقته الخاصه) جعله مولودا في بيت لحم؟ الاجابة.لأنه في رأيهم على أساس كلام العهد القديم فى ميخا 5: 2 - ان هذا هو المكان الذي كان على المسيح أن يأتي منه. وهكذا بالنسبة لهم، يسوع يجب ان يأتي من هناك. انهم لا يسجلون واقعة تاريخية من حياة يسوع.بل إنهم يكتبون قصص مبنية على كلام العهد القديم على وجه التحديد لإظهار أن يسوع حقق كلام العهد القديم.
طبقا لرواية متى :
ولد الطفل الذكر اعجازيا لأبوين يهوديين، ولكن طاغية شرس في الأرض (هيرودس) عزم على ان يقتله. ويحمي الله الطفل بشكل عجيب من الضرر في مصر. ثم يغادر مصر ويقال أنه مر عبر المياه (اثناء المعمودية). ثم يذهب إلى البرية لفترة طويلة. بعد ذلك يعتلى الجبل، ويسلم قانون الله لأولئك الذين كانوا يتبعونه. الا يبدو ذلك الكلام مألوفا؟ بالطبع سيبدوا كذلك لقراء انجيل متى اليهود. فقد قام كاتب متى بصياغة تلك القصص الافتتاحية لحياة يسوع لإظهار أن قصة حياة يسوع هي تحقيقا لقصص موسى الشبيهة. إن التشابهات واضحة جدا : فهيرودس يسوع مثل فرعون موسي،و تعميد يسوع فى الماء هو مثل عبور اليهود البحر الأحمر،و الأربعين يوما من تجربة يسوع فى البرية هي مثل أربعين عاما تجربة بنى إسرائيل في البرية، وعظة يسوع على الجبل مثل تسليم شريعة موسى على جبل سيناء.

يجمع خيوط لعبة كاتب متى المؤلف كريستوفر سانفورد، في كتابه المثير "متى: الحاخام المسيحي" فيقول :

اقتباس:

كان هيرودس حقا حاكما قاسيا، ولكن لا يوجد دليل من سجلات رومانية واسعة ومفصلة إلى حد ما أن مجزرة الأبرياء وقعت على الإطلاق. يبدو أن متى قد خلق هذه القصة لشرح سبب الرحلة إلى مصر، مما يفسر بدوره مغادرة بيت لحم، وبالتالى يفسر عودة يسوع واستيطانه الناصرة، و من ثم خلق تشابه آخر مع قصة موسى (هل تذكر قصة فرعون عندما أمر بقتل كل ابن ذكر يولد للعبرانيين؟)

انها دائرة من الاكاذيب، كل اكذوبة مبنية على الاخرى..وهكذا لم يتبق لعلماء مدرسة يسوع التاريخى اى شئ من طفولة يسوع(قد يمكن اعتباره تاريخيا) باستثناء ،ميلاده فى الناصرة .. ماعدا ذلك مجرد اكاذيب معظمها مستوحاه من العهد القديم...


تم عمل هذا الموقع بواسطة